الوحدة – سناء عبد الرحمن
بين المهندس الزراعي أكرم عفيفي أن شجرة الخرنوب تعد من أهم الأشجار الحراجية في المنطقة، وتتميز بقدرتها على النمو في الجبال والوديان وحتى في البادية ذات المناخ الصحراوي دون الحاجة إلى عناية خاصة أو سقاية منتظمة.
وأكد عفيفي أنها دائمة الخضرة ومقاومة للحرائق، ما يجعلها خياراً مثالياً في ترميم الغابات المتضررة، مشيراً إلى أن الأصناف المطعمة منها مطلوبة بشدة في الأسواق العربية والعالمية، وتُعد ذات قيمة اقتصادية مرتفعة، الأمر الذي يجعل الاستثمار فيها مشروعاً تنموياً مجدياً إذا ما توفرت القروض والمشاتل الزراعية المتخصصة.
من جانبه، أوضح ماجد فوزي صاحب مشروع صناعي يعتمد على ثمار الخرنوب، أن الاستخدامات متعددة تبدأ من استخراج بذوره وهي مطلوبة في الأسواق الخارجية للحصول على مادة السيليكون، مروراً بإنتاج دبس الخرنوب الغني غذائياً، وصولاً إلى صناعة مشروبات بديلة للكاكاو ومحلٍّ طبيعي للحلويات، كما أشار إلى إمكانية الاستفادة من قشور الخرنوب كسماد عضوي للأشجار المثمرة، ما يعزز جدواها في قطاع الصناعات الغذائية والزراعية.
وأكد جعفر الموعي صاحب مشتل لإنتاج النباتات المثمرة والحراجية، أن موسم زراعة الخرنوب يبدأ من الشتاء حتى مطلع الربيع، مشيراً إلى أن أجود الأنواع هو (المقدسي).
وتعد هذه الشجرة من أفضل الخيارات لترميم الغابات المتضررة من الحرائق، ولكن يُفضل أن تتم الزراعة بالبذور مباشرة في الجبال لضمان نمو طبيعي لأن الشتول تحتاج إلى عناية أكثر.
وأشار الموعي إلى أن الخرنوب من أكثر الأشجار مقاومة للأمراض الفطرية والحرائق في حوض البحر المتوسط، وأن الشجرة تبدأ بإعطاء الإنتاج في عامها الثاني أو الثالث، حيث يُصدَّر جزء كبير من ثمارها إلى لبنان وأوروبا، بينما يُستفاد من بقايا الثمار كأعلاف للحيوانات.
وبذلك، تتجاوز شجرة الخرنوب كونها نباتاً برياً لتتحول إلى شجرة استراتيجية تحمل أبعاداً بيئية واقتصادية وصناعية، وتفتح آفاقاً جديدة أمام مشاريع التنمية الريفية والاقتصاد الأخضر.
تصفح المزيد..