الوحدة ـ رنا ياسين غانم
تعد خدمات الإسعاف والطوارئ خط الدفاع الأول لإنقاذ الأرواح في الحالات الحرجة، إذ تعد سرعة الاستجابة ودقة التنسيق بين الفرق الطبية عنصراً حاسماً في إنقاذ حياة المرضى والمصابين، وفي ظل ازدياد الحاجة إلى هذه الخدمات وتنوع التحديات التي تواجهها، تعمل منظومة الإسعاف في محافظة اللاذقية على مدار الساعة لتأمين رعاية طبية فورية وفعالة لجميع المواطنين، معتمدة على تجهيزات متطورة وكوادر مدربة وخطط استجابة متكاملة.
يؤكد رئيس منظومة الإسعاف والطوارئ الأستاذ نمير محرز أن المنظومة تعمل على مدار الساعة لضمان تقديم الخدمات الطبية الطارئة بكفاءة عالية، حيث تعد صيانة الأجهزة وتجهيز المركبات الركيزة الأساسية لهذا العمل، وتقوم الفرق المناوبة بإجراء جرد يومي للأجهزة الطبية للتأكد من جاهزيتها والإبلاغ الفوري عن أي أعطال، ويتم التنسيق بعدها مع القسم الهندسي والصيانة الطبية في مديرية الصحة لإجراء الفحص الفني وإتمام أعمال الصيانة الدورية بما يضمن استمرار الأجهزة في حالة تشغيل مثالية.
جاهزية سيارات الإسعاف
يوضح محرز أن جميع سيارات الإسعاف مجهزة بنفس الأجهزة الطبية الأساسية دون فرق بين الإسعاف العادي وسيارة إسعاف العناية المركزة، وأن اختلاف الإجراءات يعود فقط إلى حالة المريض، وتشمل هذه التجهيزات الحقائب الإسعافية المزودة بأجهزة الأوكسجين وقياس الضغط وتحليل السكر والسماعات الطبية، إضافة إلى أسطوانات الأوكسجين وأجهزة شفط المفرزات وجهاز “أمبو” للإنعاش اليدوي، بينما يتم تزويد السيارات عند الحاجة بأجهزة متخصصة مثل جهاز الصادم وجهاز التنفس الآلي التي تستخدم في الحالات الحرجة، حيث يتطلب جهاز الصادم وجود طبيب بينما يتطلب جهاز التنفس الآلي ممرض خبير ويستخدم في حالات حرجة مثل نقل الأطفال الخدج أو المرضى لمسافات طويلة، وتم رفع طلب ليتم توافره في جميع السيارات، حيث يتوفر هذان الجهازان عند الإداري المناوب ويتم تزويد السيارة الناقلة بها في حال كان المريض بحاجتها.
كما تحتوي سيارات الإسعاف على مستلزمات طبية متنوعة تشمل الكحول، بوفيدون، شاش بأنواعه، قفازات جراحية ونايلون، رباط ضغط، مشارط، قساطر وريدية وبولية، سرنجات، وغيرها، إضافة إلى أدوية أساسية مثل أدرينالين، أتروبين، نيتروغليسرين، هيدروكورتيزون، فانتولين بخاخ، سيرومات ملحية وسكرية، ومسكنات وأدوية طارئة بحسب بروتوكولات وزارة الصحة.
وتوزع السيارات التي يبلغ عددها 18 سيارة وفق الكثافة السكانية وقربها من المستشفيات والمراكز الصحية، لضمان تغطية أكبر عدد ممكن من المناطق، ومن ضمنها السيارات الموجودة في مستشفى جبلة الوطني ومستشفى القرداحة الوطني ومستشفى الحفة الوطني، وفيما يخص خطط زيادة أو عدد السيارات الإسعاف أو تطويرها المستقبلية فهذا مرتبط بدراسة مسبقة للتوزيع الجغرافي حسب الكثافة السكانية وحاجة المناطق المأهولة للخدمة الطبية، والتي تشمل المستوصفات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف بالإضافة إلى توفر الكوادر العاملة الكافية من السائقين والممرضين .
آلية الاستجابة
بين الأستاذ نمير أن آلية الاستجابة في المنظومة تعتمد على الخط الساخن 110 الذي يعد عصب العملية الإسعافية، حيث يستقبل البلاغات من المواطنين مجاناً، ويتم أخذ بيانات المريض اسمه وعمره وحالته الصحية وموقعه بدقة ثم تحويلها فوراً للإدارة المناوبة لتحريك السيارة والفريق المناسب مع متابعة الاتصال حتى إتمام عملية الإسعاف، ويبلغ متوسط زمن الاستجابة في المدينة نحو 7 دقائق وفي الأرياف بين 15-20 دقيقة تبعاً لحركة المرور وكثافة السير.
ويضيف محرز أن المنظومة تعمل بتنسيق مستمر مع الهلال الأحمر والدفاع المدني خصوصاً في حالات الكوارث مثل الحرائق أو الزلازل، فقد يتصل المواطن على الرقم 110 قبل الاتصال بالدفاع المدني فتقوم المنظومة بدورها بالتوجه إلى مكان الحدث وإبلاغ الدفاع المدني، لتأمين عمل تكاملي يثبت فاعليته في الظروف الطارئة، كما يجري تنسيق مماثل مع الهلال الأحمر لتغطية الحالات الطارئة وتبادل المعلومات عن طريق التواصل بين منسق الحالة لدينا مع منسق الحالة لديهم، إذ يعمل جميع الأطراف كفريق واحد لضمان تقديم الخدمة الطبية بشكل سلس وفعال.
التحديات التي تواجه منظومة الإسعاف
ورغم هذه الجهود الكبيرة تواجه المنظومة عدة تحديات أبرزها قلة الوعي المروري لدى المواطنين مما يعيق تحرك سيارات الإسعاف بسرعة، إلى جانب تحديات الحفاظ على الكوادر بسبب ضغط العمل وطول فترة المناوبات، وعدم توفر أماكن إقامة مناسبة للمناوبين، حيث توجد سيارات ضمن مراكز قيد الترميم مما يضطر بعض المناوبين إلى التواجد في نقطة طبية أخرى مفتتحة لفترة محدودة، أيضاً صعوبة تأمين طرق مستدامة وثابتة لتوفير الطعام للعاملين في المنظومة الإسعافية نظراً لكونهم يعملون بنظام المناوبات على مدار24 ساعة، فضلاً عن صعوبة وصول بعض عناصر المنظومة إلى أماكن مناوبتهم خصوصاً أيام الجمعة لعدم توفر وسائل النقل دائماً ولصعوبات الحياة المعيشية وارتفاع التكاليف فيها، إضافة إلى زيادة الطلب على سيارات الإسعاف لنقل الوفيات بسبب ارتفاع تكاليف النقل بسيارات نقل الموتى والسيارات الخاصة، مشيراً إلى أن منظومة الإسعاف والطوارئ تعمل -وفقاً لتوجيهات وتعليمات السيد رئيس مديرية الإسعاف والطوارئ بسوريا والسيد مدير الصحة- بخدمة جميع المواطنين ضمن الإمكانيات المتاحة والتي تشمل الخطة الشهرية للوقود والمسافة الكيلومترية المحددة لكل سيارة فيما يتعلق بنقل المرضى إلى المنزل أونقل الوفيات، وأخيراً مشكلة نقص التمويل والتجهيزات الطبية والتي تعتمد على دعم الوزارة والمنظمات المانحة.
دور المنظمات والمجتمع الأهلي في دعم المنظومة
وشدد محرز على الدور المهم الذي يلعبه المجتمع الأهلي والمنظمات في دعم القطاع الصحي عموماً ومنظومة الإسعاف خصوصاً، سواء من خلال التبرع بالأجهزة والمستلزمات أو المساهمة في نشر الوعي الإسعافي والمروري عبر الدورات التدريبية والمبادرات التثقيفية، أما على صعيد الخطط المستقبلية فتسعى الإدارة إلى زيادة عدد سيارات الإسعاف بما يتناسب مع التوزع السكاني واحتياجات المناطق، وتعزيز الكوادر من سائقين وممرضين عبر برامج التحفيز والتكريم، إلى جانب تطوير وتحديث المعدات الطبية المتقدمة لضمان استمرار تقديم أفضل خدمة طبية طارئة للمواطنين.
