مع افتتاح المدارس.. نحو 90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة اللاذقية

الوحدة – يارا السكري – رنا غانم – بتول حبيب – تغريد زيود

أيام معدودة وتفتتح المدارس أبوابها، وتفتح معها هموماً وأعباءً مادية جمة، فمن جانب نجد مديرية التربية أمام واقع يتحدث عن خروج عشرات المدارس عن الخدمة، والعمل جارٍ على قدم وساق للنهوض بها من جديد، ومن جانب آخر، نجد الأهالي يسعفون أنفسهم بالضروريات لاستكمال لوازم أبنائهم المدرسية.
و في هذا التقرير، نقف على واقع مدارس اللاذقية، والأسواق، وهموم المواطنين مع اقتراب العام الدراسي الجديد.
*نحو 90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة اللاذقية
يواجه القطاع التعليمي في محافظة اللاذقية تحديات كبيرة تكمن في واقع مدارس خارجة عن الخدمة، إلى مدارس متضررة إما بشكل كبير أو جزئي، وصولاً إلى افتقار الدعم المنشود لإحياء هذه المدارس، كما سبق وسلّطت صحيفة الوحدة الضوء على هذا الواقع وما زالت تتابع عمل مديرية التربية وجهودها المتواصلة لتحقيق ما أمكن وسط المعطيات والإمكانيات المتاحة.
رئيس دائرة الأبنية المدرسية في مديرية التربية باللاذقية شيراز قصعللي في لقاء خاص مع صحيفة الوحدة استعرضت مواضيع عدة تتعلق بواقع الأبنية المدرسية في المحافظة، أبرزها واقع المدارس في الريف الشمالي الشرقي، حيث يصل عدد المدارس المصنفة خارج الخدمة إلى نحو 90 مدرسة مابين المهدمة والمتضررة بشكل كبير لا يوفر بيئة آمنة تسمح للطلاب بالعودة إليها، وبناء على ما سبق، يتم تحديد أولويات قصوى للعمل وفق خطة مديرية التربية لتستهدف تأهيل وصيانة معظم المدارس قيد الخدمة، إلى جانب عدد من تلك المتوقفة عن الخدمة، لتبقى المدارس المصنفة خارج الخدمة ضمن أولويات خطط التأهيل المستقبلية في المديرية.
*مدارس قيد الصيانة ومدارس في الخدمة من جديد
وأوضحت قصعللي أن أعمال تأهيل وصيانة مدرستي الفرز والدويركة؛ ناحية سلمى قد أوشكت على الانتهاء، وشملت الأعمال تأهيل الصفوف الدراسية، وصيانة الأسطح وتجهيز المرافق الصحية، إضافة إلى إصلاح الأبواب والنوافذ وأعمال الطلاء، وماتزال الأعمال قائمة لتأمين دخول المدرستين الخدمة مطلع العام الدراسي الحالي، يضاف إلى ذلك افتتاح مدرسة القبو في ريف اللاذقية بعد تأهيلها بشكل كامل، كما أشارت رئيس دائرة الأبنية المدرسية إلى وجود ثلاث مدارس متضررة في سلمى، حيث تم عرضها من قبل مديرية التربية على منظمة”ADRA”، التي بدورها أبدت رغبة في تأهيل مدرسة منها وهي مدرسة ثانوية سلمى، ويتم العمل حالياً على البدء بإجراءات الترميم خلال الشهر الحالي.
*المرافق الصحية ومدارس مقترحة على طاولة المنظمات
أما فيما يتعلق بالمرافق الصحية الجديدة “مسبقة الصنع”، فقد أوضحت قصعللي أنه تم تقديم اقتراح إلى منظمة “اليونيسف” لتزويد مدارس عدة تفتقر إلى البنية التحتية بغرف مسبقة الصنع، منها مدرستي دورين وطعومة التابعتين لصلنفة، مشيرة إلى أنه تم تقديم اقتراحات تأهيل وترميم مدارس الحمرات، دويركة الابتدائية، المارونيات، الخضرا، الكرت، ومدرسة مرج الزاوية والحدادة، والتي تتبع جميعها لجبل الأكراد، تم اقتراحها على منظمة “اليونيسف”، إضافة إلى مدرسة قسطل معاف في جبل التركمان.
*مدارس ذات أولوية في المدينة
هنا تطرقت رئيس دائرة الأبنية المدرسية إلى حال المدارس في المدينة، حيث تعرضت مدارس عدة لأعمال تخريب وسرقة عقب التحرير، وهي بحاجة للأعمال الأساسية، ويتم العمل على صيانتها وفق أولوية مديرية التربية لتلبي الحاجة الأساسية هذا العام، حيث تم افتتاح مدرسة يوسف نداف للتعليم٩ الثانوي في حي الرمل الجنوبي بمدينة اللاذقية، عقب تأهيلها بالكامل، لافتة إلى أن أعمال الترميم والصيانة مستمرة في مدارس عدة بالمدينة.
*مساهمات المجتمع المحلي ودور المنظمات الدولية
وفيما يتعلق بجهود ومساهمة المجتمع المحلي تبقى محدودة وبحاجة إلى تفعيل دورها بفاعلية أكبر، وبحسب قصعللي فقد تم تأهيل مدرستي أرض الوطى، والمريخ في جبل الأكراد بجهود أهل المنطقة، حيث شملت الأعمال تركيب نوافذ وأبواب، وصيانة حمامات، وأعمال الطلاء، كذلك وفي مدينة اللاذقية ساهم المجتمع المحلي بإنجاح تأهيل مدرسة يوسف نداف عبر تقديم اليد العاملة والمواد الأساسية، إلى جانب المساعدة في أعمال التنظيف والتشجير، وبالعودة إلى المنظمات الدولية ذات الشأن بالقطاع التعليمي في سوريا ودورها الفعّال على أرض الواقع، تتوالى دعوات الوزارة ومديريات التربية في المحافظات التي يتطلب حال المدارس فيها تدخلاً أكثر فاعلية وجهوداً مكثفة للعمل على تسريع وتيرة إعادة إحياء المدارس لاستكمال العملية التعليمية والتربوية فيها على حد سواء.
* المستلزمات المدرسية.. بين الجودة والسعر حقائب من 80 ألف إلى 500 ألف والمواطن لا حول ولا قوة !!
وعن التجهيز للمدارس، تشهد الأسواق في الأسبوع الأخير من العطلة الصيفية حركة نشطة للمواطنين الذين يتنقلون بين المحلات التجارية للمقارنة بين الأسعار بحثاً عن ملاذهم عسى أن تكون هناك فروقات واضحة فيتمكنوا من توفير قليلٍ من المال الذي ادخروه لموسم افتتاح المدارس الذي يرهق الجيوب.
وبما أن العام الدراسي يدق الأبواب، ويستغل أغلب التجار هذا الموسم لرفع الأسعار، كان لصحيفة “الوحدة” جولة في الأسواق للاطلاع على واقع الأسعار والفروقات بينها.
بدايةً، كان التوجه إلى المشروع السابع، فلاحظنا اختلافاً واضحاً من متجر إلى آخر، فعلى سبيل المثال، بلغ سعر حقيبة المدرسة في متجر معين 250 ألف ل.س، والقلم 4000 ل.س، وحافظة الطعام 50 ألف ل.س كمعدل وسطي، بينما وصل سعر المقلمة إلى 30 ألف ل.س، وعلبة الألوان تراوحت بين 5000 ل.س إلى 20 ألف ل.س، وفي متجر لا يبعد عنه 200 متر سجل سعر الحقيبة 130 ألف ل.س، وكذلك بالنسبة لباقي الأدوات الأخرى التي كانت بأقل من السابق بعشرة آلاف ل.س.
كما قامت جريدة “الوحدة” بجولة في سوق هنانو والشيخ ضاهر، فكان الحال مشابهاً، فعندما تدخل أكثر من متجر تظهر فروقات الأسعار بوضوح، فسعر حقيبة المدرسة يتراوح بين 80 ألف ل.س و300 ألف، أما الأقلام فيبدأ سعرها من 2000 ل.س إلى 15000 ل.س وذلك تبعاً للجودة والشكل، فيما يبدأ سعر الدفاتر المدرسية الرصور من 8000 ل.س، والممحاة من 500 ل.س وطبعاً هذه الأسعار تقديرية وليست ثابتة في جميع المحلات.
وفي جولتنا في شارع الأميركان وشارع 8 آذار والمول، كانت الأسعار مرتفعة بشكل كبير، إذ وصل سعر الحقيبة إلى 500 ألف ليرة، مع ارتفاع ملحوظ في أسعار الأدوات المدرسية الأخرى.
وعند السؤال عن سبب هذه الفروقات، كانت الإجابة موحدة بأن هناك أدوات مدرسية محلية الصنع بأسعار منخفضة ولكن جودتها ليست عالية، ما قد يضطر الطالب لشراء بديل لها خلال العام الدراسي، وهناك أيضاً أدوات وطنية من الدرجة الأولى تكون أعلى سعراً وأفضل جودة، أما القطع الأجنبية فتكون أغلى بسبب كلفة الاستيراد العالية وجودتها الممتازة، ما يجعلها تدوم لفترات طويلة، لذلك كما يقول المثل” الغالي سعره فيه”.
ولكن اللافت كان التدخل الإيجابي للسورية للتجارة عبر مجمع أفاميا بعرض أكبر تشكيلة للمستلزمات المدرسية وبحسومات تصل إلى 50% عن أسعار السوق.
* جيوب تئن.. ومستلزمات المدارس كابوس يرهق الأهالي
لايزال الاستعداد للعام الدراسي تحدياً صعباً يواجه الكثير من الأسر، فتبدأ رحلة البحث عن مبلغ يمكن الاستغناء عنه أو استدانته لشراء المستلزمات المدرسية، ومع تزامن موسم المونة مع موسم الاستعداد للمدارس تصبح المعادلة مستحيلة الحل، وفي هذا السياق التقت الوحدة عدداً من الأهالي  لمعرفة تجاربهم وآرائهم.
تقول زينب: “السوق يوفر تشكيلة واسعة في من المستلزمات المدرسية وبأسعار متفاوتة ولكن تبقى المشكلة الكبرى هي عدم التوافق بين الراتب والأسعار، فمن يملك دخلاً جيداً يرى أن الأسعار مقبولة، بينما يجدها أصحاب الدخل المحدود مرتفعة وغير مناسبة، وباختصار هناك أصناف رخيصة وأخرى غالية الثمن وبالنسبة للألبسة يمكن الاعتماد على الملابس المستعملة ( البالة) وعموماً الأسعار أرخص من السنة الماضية.
وأكدت السيدة علا أن الدخل الشهري مخصص فقط للحاجات الأساسية للمنزل من طعام وشراب ولايمكن إدخال مصروف إضافي للثياب أو للمونة أو حتى لتجهيز المدارس، ولكي تتمكن الأسرة من اجتياز اختبار التجهيز للمدارس لابد من وجود دخل ثالث خاصة إذا كان لديها ولدين أو ثلاثة.
أما السيد إياد فكان لديه اقتراحاً عملياً يختصر الكثير من التعب وهو توحيد الأسعار فتفاوت الأسعار بين مكتبة وأخرى شيء سيء للغاية، فبعد أن تشتري مايلزمك تكتشف أن هناك من يبيعها بسعر أرخص، لذلك أرى أن يكون هناك مجمع يضم كافة المستلزمات المدرسية وبذلك يستطيع المواطن الاطلاع على كافة المنتجات وعلى أسعارها أيضاً ويكون له حرية الاختيار.
أخيراً تقول السيدة منال: “لدي ثلاثة أولاد وأرى التجهيز للمدارس كابوس يطاردني فعلى الرغم من زيادة الرواتب إلا أن الراتب ” يادوب عم يغطي مصاريف البيت”لذلك التحضير للمدرسة يحتاج إلى خطة محكمة، صحيح أن هناك أسعار رخيصة وأخرى مرتفعة ولكن هذا يتناسب مع جودة السلعة أي أن الدفاتر الرخيصة غير جيدة سواء من حيث نوعية الورق أوحتى التجليد وهذا هو الحال مع باقي المستلزمات من القرطاسية والملابس، وللأسف فإن تزامن موسم المونة مع المدارس يزيد الطين بلة، وبكل الأحوال تجهيز ثلاثة أولاد فعلاً أمر صعب في ظل الظروف الحالية”.
ختاماً، ربما يجد معظم الأهالي ضالتهم في معرض “العودة للمدرسة”والذي يشهد إقبالاً لافتاً هذه الأيام، كما نأمل زيادة العرض في المنتجات وتحسن الإنتاج، مما يخلق حالة من التنافس تعود بالنفع على المواطن في نهاية المطاف.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار