تربية الثروة الحيوانية في خطر نتيجة عدم التناسب بين تكاليف الإنتاج مع أسعار المبيع

الوحدة – نعمان أصلان

تشكل تربية الثروة الحيوانية مصدر رزق لشريحة واسعة من السوريين، ولاسيما القاطنين منهم في الأرياف، لكن تربية هذه الثروة تعاني اليوم من الكثير من الصعوبات التي تدفع الكثيرين للإحجام عنها، على الرغم من تبعاتها إن كان على المربي بشكل خاص أو على المستهلكين بشكل عام.
بالأرقام
محمد حسن رئيس الرابطة الفلاحية بجبلة قال: ” إن هذا النشاط على مستوى منطقة جبلة تظهره الاحصائيات الصادرة عن الجهات الرسمية والتي تشير إلى وصول أعداد رؤوس الأبقار إلى ٩١١٨ رأساً، والأغنام إلى نحو ٣١ ألف رأس، والماعز إلى ١٢٦٦٩ رأساً، وخلايا النحل إلى ٢٨٤١٥ خلية، والدواجن إلى ٨٨٣٢٨٤ طيراً.
وأضاف حسن بأن هذه الثروة تسهم في تأمين احتياجات المنطقة وجوارها من مختلف المنتجات الحيوانية (اللحوم البيضاء والحمراء والحليب والألبان والأجبان والعسل والبيض..).
مستطرداً بأن ارتفاع تكاليف الإنتاج من أعلاف وأدوية بيطرية وأجور الأطباء البيطريين العالية، وعدم تناسب أسعار مبيع المنتجات مع تلك التكاليف قد أوقع المربي في الخسارة.
وفي إشارة إلى الأسعار التي سنخصص الحديث فيها عن الأبقار، ذكر رئيس الرابطة بأن سوق الأبقار مقبول في هذه الأيام، حيث يصل سعر البقرة الحلوب إلى ما بين ١٥٠٠ – ٢٠٠٠ دولار. أما الأجبان العادية فبين ٣٠ – ٦٠ ألف ليرة، علماً بأن كيلو الجبن يحتاج إلى ٧ كيلو حليب لتصنيعه، أما كيلو”الشنكليش” غير مسحوب الدسم فيصل سعره إلى ١٥٠ ألف ليرة.

أما في الجانب المتعلق والأطباء البيطريين فقال رئيس الرابطة بأنه موضع معاناة للمربي، فمن ناحية الأجور تصل أجرة الطبيب البيطري إلى ٢٥ ألف ليرة يضاف إليها أجرة السيارة التي يمكن أن تصل إلى ٢٠٠ ألف ليرة.
ونوه حسن بدور رئيس شعبة الصحة الحيوانية إلى ضرورة متابعة القطيع، مطالباً بتوزيع الأطباء البيطريين على الوحدات الإرشادية بشكل عادل من أجل التخديم الأمثل للقطيع، والتخفيف من أجور النقل على المربين.
الدعم مطلوب
اتفق الدكتور البيطري والمربي عبد الرحمن حوري مع رئيس الرابطة في حديثه عن ارتفاع تكاليف الإنتاج وخسارة المربي نتيجة لعدم التوازن بين أسعار مستلزمات الإنتاج وأسعار بيع منتجاته، مقترحاً تجاوز هذا الوضع من خلال دعم المادة العلفية وبيعها للمربي بسعر التكلفة، وضبط أسعار اللحم والحليب تموينياً، والسماح بتصدير الأبقار.
وقال د. حوري بأن الأخذ بهذه المقترحات يمكن أن يعيد التوازن إلى السوق، ويقلل من الخسائر التي يعاني المربي منها، والناجمة عن ارتفاع التكاليف الإنتاجية (العلف والدواء والنقل والمازوت وأجور العمال)، والتي لا تتناسب أسعار مبيع المنتجات معها، حيث يباع كيلو الحليب بـ ٤٠٠٠ ـ ٤٥٠٠٠ ليرة، في الوقت الذي تصل فيه تكلفة إنتاج كيلو الحليب إلى ٤٠٠٠ ليرة ويصل فيه سعر علبة اللبن من وزن ٨٠٠غ إلى ٦٥٠٠ ليرة، وهو ما يعني أن ربح التاجر وهو جالس في متجره يفوق ربح المربي الذي يكدح ليلاً نهاراُ، مشيراً إلى  أن الظلم يتكرر بين من يبيع الحليب واللبن الطبيعي، وبين من يبيع هذه المادة مغشوشة بنفس السعر، مطالباً بوضع حد لهذه التجاوزات.
خسارة بخسارة
مربّ آخر حسبها بالورقة والقلم قائلاً: “كيلو التبن اليوم يصل إلى ٣٣٠٠ ليرة، وسعر كيس العلف ٥٠كغ يصل إلى ٢٤٠ ألف ليرة، والأبقار تحتاج إلى ١٠ كيلو تبن وعلف يومياً، ليباع الحليب للتجار بـ ٤٥٠٠ ليرة، وهو ما يعني خسارة الفلاح عملياً، وهي الخسارة التي يتم تعويضها من بيع الوليد أو من بيع السواد.
أما موضوع جودة اللقاح فقال بأنه موضع تساؤل، وكثيراً ما نضطر لتكرار اللقاح حتى تحمل البقرة، بما يتبعه ذلك من خسارة ثمن اللقاح، وتأخير الفائدة من الرضيع لأشهر عدة.
ومن مختلف الآراء التي حصلنا عليها في هذه المادة الصحفية، يظهر أن وضع تربية الأبقار بشكل والثروة الحيوانية بشكل عام يعاني، وأن من يعمل في هذه المصلحة بحاجة إلى دعم من أجل استمراره في العملية الإنتاجية. فهل يتم التحرك من المعنيين في هذا الاتجاه؟. نأمل ذلك..

تصفح المزيد..
آخر الأخبار