العدد: 9413
الثلاثاء: 27-8-2019
أكثر من حالة مخيبة ومحزنة ظهرت للسطح خلال مشاهدتنا لبعض مباريات دورة تشرين الكروية التي لم تبح لغاية اليوم بكل أسرارها.
فالدورة كونها ودية والهدف منها تجريب أكبر عدد من اللاعبين لجميع الأندية فلن نغوص كثيراً بالأمور الفنية، فالجاهزية البدنية والفنية والتكتيكية مازالت في طور البناء كما يبرر مدربو الأندية المشاركة مع تأكيدنا أن مستوى جميع الأندية لغاية الآن دون طموح عشاقها خاصة وأن مئات الملايين صرفت على تشكيل معظم فرق هذه الأندية وخاصة (تشرين وحطين والاتحاد) لكن للأسف الشيء المدهش والمستغرب هو الأداء السيئ (إفرادياً) لمعظم اللاعبين الذين تمّ استقدامهم بمبالغ خرافية وصل بعضها لقرابة خمسين مليون ليرة سورية، وكلامنا ينطبق على القادمين الجدد من تجارب احترافية خارج الوطن، فظهر جلّهم عالة على فرقهم لا عوناً لها والأمثلة كثيرة ولن ندخل متاهة الأسماء لأن الجميع شاهد بأم عينه هزالة مستواهم الفني تجاه الملايين التي قبضوها والتي لا يستحقون عليها إلا الملاليم.
أما الحالة الأكثر إيلاماً لنا كمشاهدين هو خروج الكثير من اللاعبين عن طورهم أثناء المباراة وقيامهم بتصرفات صبيانية لا تليق بلاعب دولي سيما وأن بعضهم يملك قرابة عشرة سنوات من الاحتراف الخارجي وأحد هذه الحالات ما قام به اللاعب تامر حاج محمد واستحق البطاقة الحمراء على تصرفه الذي لا يمت للاحتراف بصلة وكذلك تصرفات لاعبي الاتحاد بمباراتي جبلة وحطين وخروج معظمهم عن النص الكروي وسط مشاهدة كادرهما التدريبي والإداري اللذين يتحملان المسؤولية الكبرى بهكذا تصرفات، ليثبت جلّ لاعبينا الذين يطلق عليهم لقب محترفين أنهم محترفون بقبض الأموال وابتزاز أنديتهم فقط دون تطبيقهم والتزامهم بأبسط مقومات هذا الاحتراف وأولها الأخلاق والسلوك الرياضي الجيد داخل الملعب.
ولكي لا نتهم أننا لم نر هذه الدورة إلا بعين واحدة فللأمانة هناك حالتان جميلتان لفتتا نظر جميع المتابعين الأولى هي الحضور الجماهيري الرائع والكبير لجميع المباريات التي تتواجد فيها أندية اللاذقية (تشرين، حطين، جبلة ) والذي فاق أحياناً عشرة آلاف متفرج وهو رقم كبير إذا ما قيس بمباريات دورة ودية وهو موضع حسد للكثير من أنديتنا المحلية الأخرى مع عتبنا على قلة قليلة من هذا الجمهور لخروجه أحياناً عن آداب الملاعب.
أما الحالة الثانية وهي الأجمل هو الظهور الجميل لمنتخبنا الوطني الشاب الذي قارع أندية كبيرة مثل (تشرين والكرامة والوحدة) وتفوق عليها بالكثير من أوقات المباريات (رغم الخسارات الثلاث) لافتقاده خبرة اللعب مع الكبار وكذلك ظهور أكثر من موهبة كروية شابة سيكون لها مستقبل كروي باهر، وأمنياتنا هنا كذلك بالتوفيق لمنتخبنا بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس آسيا مطلع تشرين القادم.
بالنهاية ومع وصول الدورة لدورها نصف النهائي الذي سيشهد اليوم لقاءين ناريين الأول ديربي شامي يجمع الوحدة والشرطة والثاني ديربي ساحلي منتظر يجمع حيتان حطين بنسور تشرين مع أمنياتنا أن نشاهد مستوى فنياً يمتع هذا الجمهور الكبير سيما وأن اللقاء الجماهيري الكبير بين الشقيقين حطين تشرين سيشهد زحفاً جماهيرياً كبيراً كما هو منتظر وكلنا أمل أن يرسموا كرنفالاً كروياً على مدرجات ملعب الباسل دون النظر لمن يفوز ولنبارك من الآن له سواء كانت الفرحة تشرينية أو حطينية.
ثائر أسعد