الوحدة – ندى كمال سلوم
أقام فرع اتحاد الكتّاب العرب باللاذقية ظهرية أدبية قصصية شارك فيها كل من الأدباء: عاطف صقر، ربى منصور، فتاة زاهر سليمان. ” الوحدة ” حضرت هذا النشاط الثقافي الذي قدمته الأديبة “أمل حورية” مرحبةً بالأدباء المشاركين، وبالحضور الكريم الذي كان مصغياً بكل شغف ومحبة.
البداية، مع الأديب “عاطف صقر”، يكتب القصة والرواية والشعر والسيناريو، إضافةً إلى كتاباته المسرحية، وتلحينه للكثير من الأغاني. لديه المجموعات القصصية التالية: الترقية، الحاجز الأخير، مسلوس باشا، وديوان شعري بعنوان: صوت المطر. وقد تمثّلت مشاركته في هذه الظهرية من خلال قصتين هما على التوالي: “مسرح العرائس”، “أصول المهنة” عبر لغة سردية رائعة، وأسلوب بارع شيق يحمل عنصر التشويق، محاولاً في قصته الأولى “مسرح العرائس” إسقاط واقع الدمى المتحركة في مسرح العرائس على الدمى في أرض الواقع. أما في “أصول المهنة” فهو يحاول جاهداً كشف الهوة الفظيعة بين علاقات النُخب والعلاقات الاجتماعية العادية من خلال شخصية “السياسي” الذي يجد نفسه في مواجهة الواقع الذي انتُخب أصلاً ليُصلحه. ومنها اقتطفنا المقطع التالي المعبر: “المساء يتسلل خلف الشمس الغاربة، وفي الجو تعبق رائحة برودة خريفية منعشة محملة بتباشير المطر، والسيارة تسري ببطء، والأغاني تتدفق من مسجلتها دون أن يعيها أو يكترث لها، وعقله لا يتوقف عن التفكير، كيف سيواجه هذا الموقف العسير؟ كيف سيرد لخصومه الصاع صاعين؟…
المشاركة الثانية للأديبة الروائية “ربى منصور”، عضو اتحاد الكتاب العرب، لديها سبع روايات هي: حبة ماس، مطاليب الفرح، معبر المشاعر، هكذا عاد، على بالي، طبعة جوري، شوق، إضافةً إلى ثلاث مجموعات قصصية هي: أقبية النار، العاصفة الرقمية، الوشاح. وقرأت في هذه الظهرية قصة عنوانها “علاج افتراضي” محاولةً من خلالها الدخول إلى العوالم النفسية الداخلية للإنسان بأسلوبٍ هادئ وعميق.يدور المضمون الأساسي للقصة حول امرأة بسيطة متواضعة تعاني قساوة الحياة اليومية، فشكت همومها للطبيب الذي نصحها بعلاج جديد اسمه “العواطف المذابة” والذي يعتمد على مراقبة اليوتيوب، موضحاً أن الدواء يكمن في التعليقات الإيجابية “المديح” لكن بطلة القصة تستنكر هذا النوع من العلاج، مشيرةً إلى الدواء البيولوجي الذي يجب على الطبيب -من وجهة نظرها- أن يصفه لها. ومن القصة المذكورة اخترنا المقطع الآتي: “العواطف عادة ترتبط بالحالة البيولوجية للإنسان وتتشابك مع المزاج، وقد يغيّر الكلام الحلو السلوك ويريح النفس. بالتأكيد سيصبح كل تعليق جميل امتناناً وأي مديح سيكون سعادة وشكراً للرب، وفي لحظة ما ستتوهمين بأن الجشع مات ورحل الظلم. وسط المعركة اليومية للبقاء ستشعرين بالرضى، وتواصلين الكفاح والصبر”.
ومن نادي أصدقاء الاتحاد شاركت الموهبة اللافتة “فتاة سليمان”، إجازة في الأدب الانكليزي، تكتب اسكتشات كوميدية، وقدّمت قصتين هما: في انتظار الحافلة، أحلام اليقظة، مشيرةً في القصة الأولى إلى العلاقة الجدلية بين الزوجين، وإلى واجب الأمومة، والإخلاص للزوج والصراعات التي تدور داخل المرأة. وقد اقتطفنا منها ما يلي:”يسدل الستارة ويتذكر كيف سيحل هذه الضفيرة يوماً، وكيف ستصبح من نصيبه.. ولمَ لا؟ !! فقد بات قاب قوسين أو أدنى من التخرج من كلية الهندسة الميكانيكية ومنصبه كرئيس قسم في معمل المعلبات الذي يملكه العم “أبو محمود” صديق والده..محجوز له.”
وفي الختام، تقدّم رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية الأستاذ “ممدوح لايقة” بالشكر للأدباء المشاركين في هذا النشاط المتميز على ما قدموه من قصص أدبية ممتعة وهادفة، مؤكداً في الوقت ذاته، على نهج الاتحاد في استقطاب الأصوات الأدبية الحقيقية، مشيراً إلى توجّه الاتحاد بالتشبيك مع كافة الجهات الثقافية، مع السعي إلى تلون النشاطات والفعاليات بين نادي الأصدقاء ونادي الشباب الثقافي، منوهاً إلى إتاحة الفرصة للمواهب الحقيقية لقصد هذا المنبر المتميز.

