العدد: 9412
الاثنين26-8-2019
مازالت قضية التعاقدات الخيالية التي أبرمتها أنديتنا المحلية عموماً والساحلية منها بالتحديد بعد رعاية من رجال الأعمال والشركات الخاصة، تثير اهتمام وأحاديث الشارع الرياضي المحلي خاصة بعد أن بدأت بعض فرق تلك الأندية بالظهور بحلتها المتجددة من خلال مباريات دورة الولاء والوفاء التي ينظمها نادي تشرين، وإلى أن يسدل الستار عن (الميركاتو) الصيفي خلال أيام قليلة سيبقى النقاد والمراقبون والمتابعون منقسمون بين حقيقة تلك التعاقدات ووهمها وبين إمكانية أن تحدث انفجاراً على مستوى النتائج أو أن تكون مجرد فقاعة صابون على أرض الواقع، فليس المهم ما تقبضه الأيدي وتمتلأ به الجيوب، بل ما تعطيه الأقدام على أرض الملاعب لأن الفارق كبير بين الأخذ والعطاء وبين المال والوفاء وبين البيع والشراء وبين الجحود والولاء، فهل أصبح السوق الرياضي بازار المزاد العلني أو مثل (سوق الجمعة)؟! وهل سعر اللاعب الذي لم يعد يتكلم إلا بالملايين يبدو متناسباً مع حقيقة مستواه ومع الوضع الاقتصادي والمالي العام ومع الجماهير التي تقتطع من لقمة عيشها ثمن تذكرة الدخول؟! هل فكرنا قبل أن نتعاقد مع لاعبين كانوا ينشطون في أندية خارجية بسبب تخلي تلك الأندية عنهم؟ هل السبب يا ترى يعود لانخفاض عطائهم أم لانخفاض مستوى منتخبنا الوطني وتراجع ترتيبنا على لائحة الفيفا؟ تساؤلات قد لا نجد لها حداً لكثرتها وتشعبها إلا أننا مع كل ذلك فنحن نترقب فيما إذا كان اللاعب الذي قبض الملايين سيسدد دينه على الأرض لعباً وروحاً وقتالاً وأهدافاً، أم أن خطه البياني سوف يتهاوى ويجعل النادي يندم على الساعة التي دفع له ويعود لعرضه للبيع في سوق المزاد الكروي من جديد ولا من يزايد ولا من يشتري، فإذا كان المال وحده يشتري النتائج والبطولات فكيف استطاع (مثلاً) الناديان غير المقتدرين مادياً الوثبة والطليعة الوصول إلى نهائي الكأس بوجود أندية الجيش والوحدة والاتحاد؟! لا شك أن الإرادة والروح والإصرار والمثابرة والقتال والعطاء كلها عوامل قادرة على صنع الانتصارات، واللاعب من أبناء الساحل الذي يفرض شروطاً مالية تعجيزية على ناديه لا يملك شعور الانتماء والإخلاص لهذا النادي وجمهوره بل ينحاز لمن يدفع أكثر ويجعل من نفسه سلعة للتداول في سوق البورصة، ومن يريد أن يتمثل باللاعبين العالميين فنحن لسنا في أوروبا، وأنديتنا ليست الريـال والبرشا والسيتي واليوفي . . وما ينطبق على اللاعبين ينطبق أيضاً على المدربين، فمستويات مدربينا وإمكاناتهم تكاد تكون متقاربة فليس لدينا مدرب سوبر مان قادر على صنع البطولات لأن من يصنعها هم اللاعبون، والمدرب يظل عاملاً مساعداً في تحقيقها وليس العامل الحاسم فيها، فاتقوا الله جميعاً في أنديتنا وفي اوضاعنا المعيشية، وليأخذ كل ذي حق حقه ضمن حدود المنطق والمعقول والامكانات والظروف، وختاماً يبقى السؤال الأهم الذي سيظل يؤرق تفكير جمهور ومدربي وإدارات وداعمي أندية الساحل: هل ستلبي الأموال التي صرفت وبمئات الملايين طموحاتهم وأمنياتهم بتحقيق الانتصارات والألقاب في الموسم الجديد (دوري وكأس)، وإن لم يتحقق ذلك وخابت الآمال (لا سمح الله) هل سيبقى الداعمون على دعمهم أم سيعلنون انسحابهم تكتيكياً؟! إن غداً لناظره قريب، والمستقبل يخبئ العجيب، وبالإشارة يفهم اللبيب.
المهندس ســامر زيــن