الوحدة – حليم قاسم
في جناح اتحاد فلاحي حماة بمعرض دمشق الدولي، تأسر الحرفية أمل أحمد خلف أنظار الزوار وهي تدير آلة الحياكة اليدوية الخشبية لتبدع منسوجات مميزة من خيوط الحرير الطبيعي، مجسدةً عراقة صناعة الحرير السورية وإرثها الضارب في التاريخ.
وفي تصريح خاص، أوضحت أمل أن صناعة الحرير تعتمد على دودة القز التي تنتج شرانق حريرية تُستخرج منها الألياف الطبيعية، مشيرةً إلى أن هذه الحرفة التراثية لطالما ميزت العديد من المحافظات السورية. ورغم تراجعها في بعض المناطق، إلا أنها ما تزال حاضرة بفضل توارثها عبر الأجيال.
وأكدت أمل على أهمية توفير سوق محلي واسع لتصريف المنتجات بما يفتح المجال للوصول إلى الأسواق الخارجية، معتبرة أن صناعة الحرير تمثل مصدر دخل مهماً وتساهم في خلق فرص عمل، خاصة في الأرياف.
كما وصفت المشاركة في معرض دمشق الدولي بأنها فرصة ثمينة للتعريف بالصناعات التراثية السورية والتواصل مع شركات محلية ودولية، مؤكدة أن الإقبال الكبير على الجناح الزراعي وأجنحة التراث يعكس الاهتمام الشعبي بالحرف التقليدية والمهن التاريخية.
تجدر الإشارة إلى أن صناعة الحرير في سوريا تعد من الحرف القديمة العريقة، إذ تبدأ العملية بتربية دودة القز وتغذيتها على أوراق التوت حتى تنسج شرانقها، ثم تُجمع الشرانق وتُغلى في الماء الساخن لإزالة الصمغ قبل سحب الخيوط الدقيقة ولفّها لاستخدامها في نسج الأقمشة الحريرية الناعمة واللامعة.
ويشهد معرض دمشق الدولي في دورته الـ62 مشاركة واسعة من الصناعات الحرفية والتراثية التي تعكس غنى المحافظات السورية، حيث لاقت أجنحتها إقبالاً لافتاً من الزوار. وتستمر فعاليات المعرض حتى الخامس من أيلول المقبل بمشاركة أكثر من 800 شركة محلية وعربية ودولية.