تظاهرة اقتصادية وانتصار سياسي

الوحدة – نعمان أصلان

تتواصل فعاليات الدورة الـ 63 لمعرض دمشق الدولي، وسط مشاركات عربية ودولية متميزة وإقبال ملحوظ على زيارته من المواطنين السوريين بشكل عام، ومن رجال الأعمال والمستثمرين الذين وجدوا في هذه التظاهرة الاقتصادية الكبيرة فرصة للاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا البلد الواعد، الغني بكل مقومات الاستثمار، إن كان في السياحة أو الصناعة أو الزراعة أو البنى التحتية أو غير ذلك من المجالات.

تلك الفرص التي كانت، وعلى مدى فترة حكم النظام البائد، محصورة به وبأزلامه، والتي تحررت اليوم وأضحت بعد انتصار الثورة متاحة أمام الجميع، ولا سيما بعد القرارات الحكومية المشجعة التي فتحت أبواب الاستثمار  أمام الجميع دونما تمييز.

هذا الاستثمار الذي يحتويه المعرض، وضمن أجنحته العامة والخاصة، على الآلاف من فرصه التي تسعى للوصول إلى الراغبين، وهم اليوم كثر بفعل الانفتاح الذي اعتمدته القيادة السياسية الجديدة على مختلف الدول العربية والإقليمية والدولية، لتخلص به سوريا من عقود من الحصار والعزلة التي عانت منها في فترة النظام المقبور، الذي قتل البشر ودمر الحجر والشجر.

وإذا كان الرهان على الأشقاء والأصدقاء كبيراً في اغتنام تلك الفرص، فإن التعويل الأكبر يبقى على أبناء الوطن من رجال أعمال وفعاليات اقتصادية، الذين لن نخيب الأمل بهم، وهم لا يبحثون عن الجدوى الاقتصادية فحسب، بل يسعون إلى إعادة إعمار بلادهم وإلى تدوير العجلة الاقتصادية والاجتماعية فيها، عائدة بها إلى ممارسة دورها الإنساني والريادي الذي نفخر به جميعاً.

ونقول أخيراً: إن المعرض تظاهرة اقتصادية كبرى، لكنه في الوقت نفسه انتصار سياسي لقيادة سوريا الجديدة ولشعبها الحي، صاحب أقدم أبجدية في التاريخ، وكلنا ثقة بهذه القيادة وبهذا الشعب لإعادة إعمار سوريا وتخليصها مما جنت عليه أيادي برابرة هذا العصر.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار