العدد: 9411
الأحد-25-8-2019
يشدو الكمان ألحاناً تداعب الروح عشقاً، تعانقه لحون البيانو الشفيفة على شرفة الحلم، يتعانقان في كونشيرتو يداعب خفايا الروح، يحملها بعيداً إلى عوالم النقاء والصفاء، هناك حيث تتآلف الأرواح المترفة بالحب، أرأيت أيها الحالم جوىً؟! هكذا تهمس في أذنك الأصابع، ترعوي إليك كل الأحاسيس المرهفة سلاماً يستوطن أنفاسك التواقة لخطوات متقنة وانسيابات جسد لا كباقي الأجساد، على أنغام التانغو المولعة بالتآلف تلف أوتار التانغو الراقصين كحمامتين في سماء عابقة بعطر أبدي لا يخبو، كان هذا في الأمسية الرابعة والأخيرة من سلسلة (أماسي موسيقية) التي أقامتها مديرية المسارح والموسيقا والمسرح القومي في اللاذقية برعاية كريمة من الأستاذ محمد الأحمد وزير الثقافة، هذه الأمسية كانت لفرقة شابة قدمت لنا مجموعة من المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية بطريقتها الخاصة، إعدادها كان للفنان الشاب زياد حسين عباس .
بداية كانت مع مقتطفات من مقطوعات عالمية شارك فيها بيانو: جوليا شمسين، كمان: رهف إبراهيم، كمان: زياد عباس، تلتها موسيقا كلاسيكية وهي عبارة عن نوتة موسيقية، كونشيرتو لامينور للمؤلف البلجيكي جي .بي .آكولي شارك في هذه المقطوعة: بيانو: محمد إبراهيم، كمان: رهف إبراهيم، وجاءت رقصة التانغو الجالوزي للمؤلف جيكوب جيد عبّر عنها برقصة تعبيرية كل من وليد كرياني وغنوة شريتح على وقع موسيقا عزفت مباشرة من بيانو جوليا شمسين وكمان زياد عباس، وحلّت المقطوعة الرابعة لأناشيد ومقطوعات عهدناها ومألوفة لدينا مترجمة أحاسيس وانفعالات متنوعة مع تعديلات بسيطة حسب الحالة النفسية للعازف شارك فيها بيانو: جوليا شمسين، كمان: رهف إبراهيم، كمان: زياد عباس، وفي المقطوعة الخامسة كانت للحكاية رومانسية حضورها، ألفت الموسيقية وعازفة الكمان إيمي بيتش حكاية بطلها العازف، عازف الكمان زياد عباس عزفها بطريقته الحكائية مرافقة له على البيانو الطفلة رنيم ماشي، وفي الختام مقطوعة موسيقية بعنوان تشارداز للمؤلف الإيطالي فيتوريومونتيني قدمها كل من: عود: أحمد ياسين، غيتار: علي ياسين، بيانو: أليسار القصير، كمان: رهف إبراهيم، كمان: زياد عباس.
التقينا بعض العازفين المشاركين في هذه الأمسية: الفنان زياد حسين عباس المشرف على الأمسية وعازف الكمان جمع فيها كل أنواع الانفعالات النفسية من خلال معزوفاته وترجمها بأفكار جديدة: بداية أشكر وزارة الثقافة – ممثلة بوزير الثقافة السيد محمد الأحمد، ونقيب الفنانين ومدير المسرح القومي في اللاذقية الأستاذ حسين عباس والأساتذة إلياس طوبال وحسام إبراهيم، حاولنا في هذه الأمسية قدر الإمكان إيصال ثقافة الموسيقى الكلاسيكية من مختلف العصور في محاولة لإحيائها من جديد والنهوض بها، دعمتنا مديرية المسارح، المسرح القومي في اللاذقية وهذه المشاركة هي الثانية لي إشرافاً، وسنحاول إعادتها في القادمات من الأيام لترسيخ هذه الثقافة في المجتمع السوري.
راقصا التانغو، غنوة شريتح ووليد كرياني أشارا إلى أن هذه تجربة جديدة لهما وتعد الأولى بالرقص على مقطوعات جديدة بشكل مباشر تزامناً مع مقطوعات العازفين على المسرح .
جوليا شمسين عازفة بيانو: عدّتها فرصة جميلة بعد عشر سنوات من التدريب المستمر توّجت بمقطوعات قُدمت بأسلوب مختلف متجانس مع عزف الكمان. العازفان أحمد ياسين وعلي ياسين أشارا إلى أنهما في هذا العرض قدما أجمل المعزوفات وأكثرها اعتماداً على السرعة والتكتيك في العزف بإشراف الفنان زياد عباس الذي قدم لهما الكثير في هذه التجربة.
نور محمد حاتم