العدد: 9287
7-2-2019
السيد نديم اليازجي وهو صاحب مكتبة وموظف متقاعد قال: من خلال ملاحظتنا اليومية في المكتبة نستطيع القول: إنّ دور الكتاب قد تراجع بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة فعلى الرغم من تنوعه بين الأدب والعلم والفنون والتاريخ فقد استطاعت الوسائل الإعلامية والتواصلية احتلال مكانته وإقصاءه عن صدارة الأدوات المعرفية أما الوجه الآخر لهذا التراجع فأراه يكمن في غلاء أسعار الكتب قياساً لدخل الفرد خاصة بعض الكتب النادرة التي تعد مرجعاً هاماً في رفد الثقافة والمعرفة وقد يكون ضيق الوقت أحد أسباب تراجع مكانته فالوقت يضيع بحثاً عن مواضيع حياتية أخرى بدل البحث عن الثقافة، وأخيراً لا ننسى دور التلفزيون والمواقع الالكترونية في إعطاء المعلومة الجاهزة مع الصورة وأساليب التشويق.. ورغم كل ذلك إلا أنه وحسب قناعتي الكتاب سيبقى خير جليس شاءت التكنولوجيا أن أبت وستتواصل رسالة الكتاب في بناء عقل الإنسان وأنا شخصياً أحاول تقديم المساعدة من خلال مكتبي بتقديم الكتب على سبيل الاستعارة لقاء مبالغ رمزية أما آخر ما قرأته فهو ترجمة رائعة لمجموعة شعرية للشاعر الفرنسي (لامارتين).
وترى السيدة منال وهي جامعية وربّة منزل أن دور المكتبة المنزلية هام جداً لمساعدة الأبناء منذ الصغر على القراءة ليصبح ذلك الأمر جزءاً أساسياً في حياتهم اليومية الاعتيادية وبما أني لست موظفة فإني أستطيع التحكم بالوقت وضبطه وتنظيمه بالشكل الذي يمكّنني من ممارسة هوايتي المفضلة في قراءة الروايات ومن الجدير ذكره أن لروايات المؤلف والكاتب الكبير (حنا مينة) وقع خاص في نفسي فقد قرأت ( نهاية رجل شجاع) قبل تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني إضافة إلى ( المصابيح الزرق) أما آخر كتاب قرأته فهو ( شيفرة دافنشي) للمؤلف ( دان براون) وأحاول دوماً غرس هذه الهواية في عقول الأبناء وانطلاقاً من ذلك أعزز مكتبتي المنزلية الصغيرة نسبياً لتصبح غنية ومتنوعة العناوين والمضامين والأفكار..
السيدة رنا محمد ربة منزل قالت: سأتحدث عن جانب هام فيما يخص الكتاب ودوره في تنمية ونشأة الأبناء، فما نلاحظه أن الطفل يقلّد والديه في كل ما يتصرفون أمامه وهنا يبرز دورنا بأن نجعل الكتاب صديقاً لهم ينّمي اهتماماتهم بالقراءة التي تحفز ذهنهم وتوّسع خيالهم وتغني مشاعرهم وتعلمهم الكثير من المواقف الحياتية بعيداً عن كتبهم المدرسية، ومن هذا المنطلق كان علينا الاهتمام بالمكتبة المنزلية وتبسيط ما تحتويه لتكون في متناول أيدي أطفالنا تلبي احتياجاتهم وتشدهم للإقبال عليها وأن نعزز دور الكتاب كوسيلة للمعرفة وتقسيم أوقاتهم بين الوسائل التقنية الحديثة (الوسيلة الأكثر تشويقاً لهم) وبين الكتاب كنمط أساسي من أنماط المعلومة الهادفة أما آخر ما قرأته فهو كتاب عن التربية الذكية والعلاقة السليمة بين المربيّن والأطفال بشكل يقدم الرعاية والاهتمام بأسلوب جذاب..
أما السيد نسيم هلال مدرس متقاعد فقد أبدى رأيه في هذا الموضوع قائلاً:
كان الكتاب وما زال المصدر الأول للمعرفة والاطلاع على نوافذ العالم الثقافية والمعرفية وإن كان دوره الهام قد بدأ يتراجع قليلاً في حياة الإنسان في عصر التقنيات المترافقة بأكثر الأساليب إثارة وتشويقاً والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل بقي الكتاب خير جليس وصديق للإنسان مهما اختلفت درجات معارفه ومراحل دراسته؟ برأيي إن الكتاب عاش في عصور ذهبية ولبّى الحاجات المرجوة منه عند الكثير من طلاب المعرفة والعلم وما زال الكتاب حتى يومنا هذا منبعاً ومصدراً للمعلومة الموثقة المتعارف عليها في كل أنحاء العالم وما زال يشكل القنوات الرئيسة للتبادل المعرفي والعلمي بين دول العالم.. صحيح أن الوسائل الحديثة السريعة في إعطاء المعلومات والبيانات قد جعلت دوره يتراجع لكن ركنه الأساسي في المنزل كنواة أولية في التربية والتعليم ظل محافظاً على مكانته ودوره عند كثير من الأسرار والمجتمعات التي تقدّر وتثّمن ما يمكننا الحصول عليه من خلال الكتاب ومادته المعرفية والاطلاعية أما آخر ما قرأته فهو كتاب لمجموعة من المحليين حول السياسات العالمية وتأثيرها على شعوب العالم وكيفية قيادتها لمقدرات وثروات هذه الشعوب بما يخدم مصالحها وتوجهاتها.
وشاركت المهندسة رولا في هذا الموضوع قائلة: يبدو أنه لا دور للمكتبة المنزلية في ظل التطور العلمي والتكنولوجي الذي نعيشه فالمعلومة – مهما كان نوعها- تصلني عبر وسائل التكنولوجيا المعروفة بسهولةٍ ويسرٍ وأكثر سرعة من المعلومات المخبأة في الكتب فلا أهدر وقتي في قراءة أي نوع من الكتب وإنما أتصفّح بعضها وأكوّن فكرة لا بأس بها وعن مضامينها ومحتوياتها وفهارسها وأقسامها.. فلماذا أقتني مكتبة منزلية . .؟ لماذا أهدر مالي في شراء الكتب وأنا أستطيع الوصول إليها بطريقة أسرع؟ الأمر الذي يمكّنني من الوصول إلى ما أريد معرفته وقراءته.
ندى كمال سلوم