دراسة تكشف أن المشي 7,000 خطوة يومياً تحمي القلب والدماغ

الوحدة – سها أحمد علي

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “The Lancet Public Health”، ذا لانسيت للصحة العامة، أنّ المشي بمعدل 7,000 خطوة يومياً يُخفّض خطر الوفاة المبكرة بنسبة 47%، مقارنةً بمن يخطون 2,000 خطوة فقط، مع تراجع خطر أمراض القلب 25% والخرف 38%. واستندت هذه النتائج إلى تحليل شمولي لـ 31 دراسة سابقة شملت مؤشرات صحية مثل السرطان والسكري من النوع الثاني والاكتئاب.

وأوضحت الدكتورة ميلودي دينغ، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة الصحة العامة بجامعة سيدني، أنّ هدف 7,000 خطوة معقول وفعال، وقد يقدم فوائد إضافية لمن يستطيع تجاوزه. مؤكدةً أن مستخدمي 10,000 خطوة يومياً لا يحتاجون لتقليل العدد.

وفي السياق ذاته، لفت الدكتور شون هيفرون، من جامعة نيويورك، إلى أن الرقم الشهير (10,000 خطوة) يفتقد للأدلة العلمية، مبيناً أنه نشأ عام 1965، كحملة تسويقية لجهاز ياباني لعدّ الخطوات، يُدعى “مانبو-كي”، أي “عداد العشرة آلاف خطوة”.
بدوره ربط د. هيفرون، الخمول بزيادة المخاطر الصحية، مضيفاً: كلّما قلّت الحركة، قلّ نشاط العضلات، وقلّ إفراز الإكسيركاينز (Exerkines)، وهي مركبات كيميائية يُفرزها الجسم أثناء انقباض العضلات، التي تُعزّز صحة الأوعية الدموية، وتحدّ من الالتهاب، وتُنظّم ضغط الدم وحساسية الإنسولين، بل والوظيفة الإدراكية. ومع قلّة هذه المركبات، تتفاقم المشكلات الصحية.. وذلك وفقاً لدراسة نُشرت في دورية علمية Nature عام 2019.

من جهتها، نوّهت الدكتورة مارثا غولاتي مديرة برنامج الوقاية من أمراض القلب بمركز “سيدرز-سيناي” في لوس أنجلوس، بأنّ عدّ الخطوات لا يعني أن المشي هو النشاط الوحيد المفيد، لكنه يُعدّ وسيلة دقيقة نسبياً لقياس مستوى النشاط البدني العام مقارنةً بتقدير الوقت أو شدة التمرين. مشيرةً إلى أن أي حركة تعزّز القوة العضلية، وتحدّ من مخاطر السقوط والكسور، فضلاً عن تحسين ضغط الدم، والكوليسترول، واستجابة الجسم للإنسولين.

وشدّد الخبراء، على أن الانتقال من الخمول إلى أي نشاط، حتى 4,000 خطوة، يُحدث تحسناً ملحوظاً، مع التركيز على دمج الحركة في الروتين اليومي عبر أنشطة ممتعة كالرقص أو الأعمال الزراعية، ولعب الكرة الخفيفة، والتنزه مع الأصدقاء.. أو بخطوات بسيطة مثل: الوقوف خمس دقائق كل ساعة أثناء العمل، أي ما يعادل 45 دقيقة من النشاط يومياً، والنزول قبل محطة الباص أو المترو في المواصلات والمشي بقية الطريق.. وأضاف هيفرون أن هذه الإجراءات تتراكم فوائدها تدريجياً.. أما من يعانون صعوبات في المشي فنصحهم المدرب المعتمد بيشنو بادا داس، بتمارين الجلوس كالدراجة اليدوية أو تمارين الكرسي باستخدام رفع الأوزان الخفيفة أو من دونها.

وخلصت الدراسة إلى أن عدّ الخطوات ليس غايةً بذاته، بل دليلاً على نمط حياة نشط يدعم الصحة الجسدية والعقلية معاً..

تصفح المزيد..
آخر الأخبار