ندوة زراعية في اللاذقية.. استراتيجيات جديدة لمكافحة آفات الزيتون وحماية المحاصيل الاستراتيجية
بحضور رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية ورئيس رابطة اللاذقية ورؤساء الجمعيات الفلاحية في الحفة واللاذقية، أقام اتحاد فلاحي اللاذقية ندوة زراعية ناقشت أمراض وآفات الزيتون وسبل مكافحتها.وفي تصريح صحفي، قال رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية ماجد محمو: عملنا على إعادة هيكلة الاتحاد والروابط الفلاحية في المحافظة لتكون قادرةً على إيصال الخدمات للمزارع، الذي عانى خلال السنوات الماضية من ظروف قاسية، وقال محمو: تتميز اللاذقية عن بقية المحافظات بأن محصولها الأساسي هو الحمضيات الذي يحتاج للرعاية والسقاية بشكل دائم، وتعتمد على حيازات صغيرة من الحمضيات والخضروات، مما يجعلها عرضةً للتراجع السريع في ظل الأزمات.وأوضح محمو أن الإنتاج الزراعي في المحافظة تراجع بفعل الانحباس المطري، ونقص مياه الري، والحرائق خاصة في منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان، وهما الأشد حاجةً للدعم، وعن التنسيق مع المؤسسات الحكومية أشار إلى التعاون مع مديرية الموارد المائية لإنشاء سدات مائية لخدمة الفلاحين، وكانت سدات جبلة أكثر من اللاذقية لكون نسبة مياه السدود فيها أكبر.كما قدّم الاتحاد العام للفلاحين 15ألف لتر مازوت دعماً للدفاع المدني أثناء الحرائق الأخيرة، ونظَّم ندوات إرشادية للفلاحين وأكّد محمود: نعمل على أن نكون صلة الوصل بين المجتمع المدني والأهلي والحكومي، لتعزيز التشاركية ومعالجة الأمور علمياً لزيادة الإنتاج كمّاً ونوعاً، مشيراً إلى تنظيم ندوات إرشادية قادمة في جبلة والقرداحة.
واختتم محمو: الاتحاد يعمل على خدمة الفلاح ويسعى لإيصال صوته للجهات المعنية، طالباً من الفلاحين الإبلاغ عن أي مشكلة عبر الرابطة الفلاحية.
من جهته، تناول الدكتور خيام محرز اختصاصي الأمراض الفطرية بمركز البحوث العلمية الزراعية إلى أن ندوة اليوم عن مرض الذبول الفرتيسليومي الذي يصيب الأوعية الناقلة لشجرة الزيتون، مسبباً جفافها وتدهور إنتاجها، وصولاً إلى موتها خلال عامين في الحالات الشديدة، مؤكداً أن لا علاجاً كيميائياً يضمن الشفاء التام للشجرة المصابة، موضحاً أن الوقاية هي الأساس عبر اعتماد أصناف مقاومة وتجنب الزراعة قرب محاصيل حساسة كالبندورة والفليفلة، كما أشار إلى تجارب حديثة لحقن الأشجار بمبيدات خاصة تُقلل شدة الإصابة.
ونوّه د. محرز بأهمية التنسيق بين المراكز البحثية والمؤسسات الحكومية، مبيناً أن الندوة تأتي تنفيذاً لاتفاقية تعاون شاملة بين الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية والاتحاد العام للفلاحين، تهدف إلى رفع مستوى الزراعة في الساحل السوري وسورية عامةً.

بدورها، حذرت الدكتورة زهراء بيدق رئيسة دائرة وقاية النبات من مخاطر ذبابة ثمار الزيتون، إحدى أخطر آفات حوض البحر المتوسط، مؤكدةً أن مناخ الساحل السوري بيئة مثالية لتكاثرها حتى 5 أجيال في الموسم الواحد، مؤكدة أن خطورة هذه الحشرة تكمن في اقتصار عائلها على ثمار الزيتون فقط، ما يزيد خطر تحوّل إصابتها إلى جائحة عند توافر الظروف المناسبة. كما شددت على تأثير الإصابة في جودة الزيت وحموضته، ما يحدّ من فرص التصدير.
ودعت إلى تبني الإدارة المتكاملة للآفة عبر المراقبة المبكرة واستخدام المصائد، وصولاً إلى المكافحة الجماعية على مستوى المنطقة، معربةً عن ضرورة تكاتف جهات الاتحاد والجهات الزراعية والمجتمع المحلي لتأمين الدعم الفني واللوجستي، حفاظاً على هذا المحصول الاستراتيجي الذي يشكل جزءاً من هوية الساحل السوري واقتصاده.