الوحدة – سها أحمد علي
يُعد الحفاظ على ترطيب الجسم عاملاً حاسماً لاستقرار ضغط الدم، حيث يؤثر الجفاف (الناجم عن فقدان سوائل الجسم دون تعويض كافٍ) بشكل مباشر على حجم الدم، مما قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة تتراوح بين الانخفاض الحاد والارتفاع المفاجئ في الضغط.
يرتبط هذا التأثير المزدوج بطبيعة استجابة الجسم لنقص السوائل. فمن ناحية، يتسبب انخفاض حجم الدم نتيجة الجفاف في تقليل الضغط على جدران الشرايين، مما قد يؤدي إلى هبوط في ضغط الدم. ويمكن أن يتطور هذا في الحالات الشديدة إلى صدمة نقص حجم الدم، وهي حالة طارئة تهدد الحياة بسبب عدم كفاية ضخ الدم للأعضاء الحيوية. ومن ناحية أخرى، قد يدفع الجفاف الجسم نحو رفع الضغط؛ إذ تؤدي قلة السوائل إلى زيادة تركيز ولزوجة الدم، مما يُجبر القلب على العمل بقوة أكبر لضخه، كما يُحفز الجسم إفراز هرمونات مثل الفازوبريسين والأنجيوتنسين تتسبب في انقباض الأوعية الدموية وزيادة الضغط على جدرانها.
يَرجع الترابط الوثيق بين الماء وحجم الدم إلى أن الماء يشكل نحو 90% من بلازما الدم، التي تمثل بدورها حوالي 60% من حجم الدم الإجمالي، وفقاً لموقع “Verywell Health” فيري ويل هيلث الطبي، مما يجعل نقص السوائل سبباً رئيسياً في اختلال وظائف الدورة الدموية.
وتشمل علامات التحذير من الجفاف، والتي تستدعي الانتباه الفوري، الشعور بالعطش الشديد وجفاف الفم، والدوخة، والتعب غير المعتاد، وتشنجات العضلات، وتغير لون البول إلى الأصفر الداكن، وقد تصل في الحالات المتقدمة إلى الارتباك الذهني أو اللامبالاة.
لذا، تؤكد التوصيات الطبية على أهمية شرب كميات كافية من الماء، (خاصة أثناء المرض أو في الطقس الحار)، وتناول الأطعمة الغنية بالماء كالبطيخ والخيار، مع تجنب المشروبات المدرة للبول مثل تلك المحتوية على الكافيين، وذلك للوقاية من الجفاف ومخاطره المحتملة على ضغط الدم والصحة العامة.