رغم الحرائق المدمرة ..محمية الفرنلق تفتح نوافذها للضوء

الوحدة- يمامة إبراهيم 

كما قلنا سابقاً: حرائق ريف اللاذقية الشمالي أدمت قلوبنا قبل عيوننا، وكانت أشد مشاهداتنا إيلاماً وصول الحرائق إلى الغابة الأكثر جمالاً في سوريا وشرق المتوسط، وهي غابات الفرنلق، حيث التهمت النيران أجزاء عزيزة منها قبل أن يتمكن الجهد الغيور من إخمادها لتبقى الأسئلة قلقة على الألسنة: ماذا بقي من محمية الفرنلق؟ متى يعود إليها اخضرارها المعهود وتخلع ثوب الحداد بلونه المتفحم؟ هل ستعود الحياة إلى طبيعتها هناك ونعود نسمع ونرى عشرات أنواع الطيور ومثلها من الزواحف والثدييات تعيش وتتكاثر محققة تنوعاً بيئياً قل نظيره سواء للكائنات الحية أو النباتات؟ ماذا عن الصناعات التي تجد مادتها الأولية بما تجود به تلك المحمية؟ الأسئلة كثيرة، وكلها بدافع الحرص والقلق على المحمية وسلامتها.

محمية الفرنلق تفتح نوافذها للضوء

الإجابات التي حصلنا عليها من المهندس سومر مريم مدير محمية الفرنلق بددت قلق الأسئلة وزرعت الأمل مجدداً في نفوسنا عندما أكد في بداية حديثه أنّ المساحة المتبقية من المحمية كبيرة وكبيرة جداً، وفي مقدمتها النواة الرئيسية وجبل العزر ومنطقة التنزه والسياحة. أما الإجراءات الإنقاذية لإعادة التنوع الحيوي فهي بتشديد المراقبة للوقاية من الحرائق، ومنع الرعي منعاً باتاً لما له من تداعيات كارثية على التجدد الطبيعي في المواقع المحروقة، وهذا جزء من استراتيجية عملنا.

وبيّن مريم أنّ مساحة المحمية تزيد عن ٥٣٦٠ هكتاراً، وهي غنية بالتنوع الحيوي النباتي والطيور، والحيوانات، حيث تضم ٣٠٠ نوع من النباتات و٤٠ نوعاً من الزواحف و١٨ نوعاً من الثدييات بالإضافة ل١٠٠ نوع من الطيور، موضحاً أنّ المساحة المحترقة هي قيد المسح حالياً لذا لايمكن إعطاء بيان بالمساحة المحترقة.

الجانب الإنتاجي والتسويقي ومدى توّفر المواد الأولية اللازمة لعمل وحدة التصنيع التابعة للمحمية وهل تأثرت بالحرائق؟ قضايا كشف عنها المهندس سومر بالقول: هناك ٥٠ منتجاً طبيعياً تنتجها وحدة التصنيع بجودة عالية وسعر مناسب ومنافس، ورغم الحرائق لازالت المواد الأولية متوفرة، حيث أغلب المواد الداخلة في التصنيع تعتمد على المنتج الزراعي فيما يعتمد القليل من المنتجات على النباتات والأشجار الحراجية مثل السماق، البطم، الغار والنباتات العطرية والطبية، وأضاف: تأثرت وحدة التصنيع بنسبة ضئيلة بالحرائق، ومع ذلك تعمل بكامل طاقتها وأغلب العاملات من النساء الريفيات، حيث يتم التعاون المثمر مع دائرة المرأة الريفية، أما التسويق فهو جيد إلى حد ما لكنّه تأثر كأي منتج آخر بالظروف الاقتصادية وأعمال التخريب والسرقة التي طالت وحدة التصنيع والمطعم البيئي ما أدى إلى ضعف رأس المال التشغيلي.

واختتم بالقول: لم نجر أية دراسة عن واقع التنوع البيئي في المحمية بعد الحرائق، ولكن لدينا تصور أولي عن هذا التنوع وعن الكائنات الحية في المحمية، وسوف نقوم بهذه الدراسة قريباً لأن ذلك مهماً للغاية في إعادة التوازن بحيث لايتعرض أي من الكائنات الحية للانقراض والموات.

كلام مدير المحمية جدد لدينا الأمل ونقلنا إلى حالة فيها بعض التفاؤل من أنّ غابات الفرنلق، ورغم ما تعرضت له لازالت تملك مقوماتها وتنوعها والأجزاء المحترقة منها قابلة للتجديد، والمهم في الأمر هو المراقبة وتشديد الحراسة كي لاتتمكن الأيدي العابثة من التطاول عليها وسرقة خضرتها وتحويل أشجارها إلى لون السواد تماماً كسواد قلوب من يضمر لها شراً ويبيت لها الأذى إذا سنحت له فرصة لذلك.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار