الزعتر البري جدوى اقتصادية وفوائد طبية

العـــــدد 9407

الإثنـــــين 19 آب 2019

 

الزعتر البري من الأعشاب المستخدمة بشكل كبير في الطب العربي، وينمو بشكل عفوي في بعض المناطق المحيطة بالبحر المتوسط وله عشرون نوعاً، ومنها زعتر بهجة الجبال الذي يتمتع برائحة زكية ورائعة، ينمو الزعتر في المناطق الدافئة والمشمسة والتي تحتوي على تربة خصبة لذلك، ويعتبر فصل الربيع أكثر الفصول المناسبة لزراعته.
لا يتجاوز طول نبتة الزعتر الثلاثين سنتمتراً وأوراقه ذات لون أخضر قاتم بيضاوية الشكل ويغطيها طبقة من الوبر.
دخلت زراعة الزعتر إلى بعض المناطق في سورية بشكل ملفت وذلك وفقاً للمعلومات التي حصلنا عليها من رئيس دائرة زراعة جبلة المهندس أحمد محمد الذي أشار إلى أن هذه الزراعة شملت عدة أنواع من الزعتر أهمها:
* الزعتر: هذا النوع الرئيسي ويسميه البعض بالإنكليزي أو الفرنسي أو زعتر الشتاء أو الصيف أو زعتر الحدائق والذي يمكن أن يصبح معمراً إذا كانت المنطقة دافئة والتربة خصبة جيداً.
* الزعتر الهجين: وهو عبارة عن عشبة تحتوي على الزعتر بشكل رئيسي إضافة إلى مجموعة مختلطة من الزعتر الممزوج بنكهة الليمون والبرتقال.
* الزعتر البري: أو كما يسميه البعض بالزعتر الزاحف الغني بمادة تعطي رحيقاً يستخدمه النحل في إنتاج العسل ويكثر نمو هذا النوع في التربة الجافة والصخرية.
زراعة الزعتر وإكثاره
يجب زراعة بذور الزعتر في التربة على عمق يصل إلى ستة مليمترات أو أقل لتنبت بعد حوالي أسبوعين، وفي حال تمت زراعتها في أوانٍ للزرع فإنها تستغرق 6-8 أسابيع تقريباً حتى تنبت بما يكفي ليتم نقلها خارجاً للزراعة، ويجب أن تتم الزراعة بعد أن يزول خطر الصقيع.
ويمكن أن ينمو الزعتر عن طريق البذور أو التعقيل أو عن طريق الطبقات بالإضافة إلى أن تقسيم النبات من الجذور يزيد من كميته ويمكن تهجين نبات الزعتر إذا عرف أصله.
كما يمكن إكثار الزعتر إما بالعقل أو بواسطة البذور حيث تزرع البذور خلال فصلي الربيع والصيف ويتم نقلها إلى مكان دائم للزراعة عندما يصل ارتفاع الشتلة إلى طول 10-15 سم ويكون ذلك بعد حوالي 45 يوماً من الزراعة أما العقل الساقية فتأخذ من نبات ناضج بطول حوالي 10 سم وتعامل بهرمون التجذير بعد يوم من زراعته ثم تزرع في بيئة مناسبة وتنقل إلى المكان الدائم بعد 45-60 يوماً من التشتيل.

منح قريبة لمزارعيه في البــودي والقطيلبية

 

فوائد الزعتر
الزعتر ذو شعبية واسعة واستخدم في الحضارات القديمة لعلاج العديد من الحالات الطبية وقد استخدمه المصريون القدماء في عمليات التحنيط واستخدمه اليونانيون في صناعة البخور وللحصول على فوائده يمكن استخدامه بأشكال متعددة فأوراقه الطازجة والمجففة للشاي ويحتوي الزعتر على كمية جيدة من فيتامين (أ) الضروري لسلامة الأغشية المخاطية وللمحافظة على البصر والجلد والشعر كما يحتوي على فيتامين (ب) الضروري لسلامة الجهاز العصبي والهضمي والجلد والفم إضافة إلى فيتامين (ج) الذي يساعد على التئام الجروح والوقاية من أمراض الشتاء ومرض الأسقربوط كما يحتوي الزعتر على الحديد اللازم لتكوين الهيموغلوبين والكالسيوم والفوسفور الضروريين لبناء العظام، كما يحتوي الزعتر على مادة الثاميول التي تعمل على طرد الغازات من الأمعاء، ويعتبر شراب الزعتر مطهراً للجهاز التنفسي ومقشعاً ومخففاً لآلام السعال ومضاداً للتشنجات، كما تستخدم أوراقه في الغرغرة لتطهير الفم ومعالجة الالتهابات الحلقية إضافة لدخوله في تركيب الكثير من الأدوية الطبية المستعملة في علاج أمراض البرد والزكام والتهاب الشعب الهوائية وبعض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما.
الجدوى الاقتصادية من زراعته
بعد ثلاثة أسابيع من زراعة الزعتر يتم قص الزعتر على ارتفاع 7 سم للحصول على أكبر عدد ممكن من النموات ويمكن بعدها حصد الزعتر من 3-4 مرات في السنة للزراعات المكشوفة ومن 4-6 مرات للزراعات المحمية ويعتمد ذلك على الظروف الجوية والتسميد والري، ويتراوح العمر الإنتاجي لنبات الزعتر حوالي 4 سنوات ويفضل بعدها تجديد زراعته.
طرق الحفاظ على أوراق الزعتر
هناك طريقتان للاحتفاظ بالزعتر الأولى مجففة: يتم تجميع سيقان الزعتر البري ووضعها في مكان جاف وجيد للتهوية حتى يجف تماماً بعد ذلك يمكن وضعها في الجرة لعدة أشهر.
الطريقة الثانية وهي التجميد: وتكون هذه الطريقة أفضل لما لها من ميزة على صعيد الحفاظ على نكهة الزعتر المميزة ويمكن أن يستمر الزعتر محفوظاً بذلك عدة أشهر، أما حصاد الزعتر فيمكن قطع سيقان الزعتر البري على مدار السنة ولكن الأفضل قطع السيقان ذات النمو الحديث لتحفيز ظهور براعم جديدة ويفضل السيقان الأصغر سناً وجمعها في الصباح الباكر وهو الوقت الذي تتركز فيه النكهة المميزة للزعتر بشكل أكبر.
نشير أخيراً ونحن نقدم هذه المعلومات إلى وجود جهة مانحة سوف تقدم كافة مستلزمات زراعة الزعتر لمزارعيه من قرى تابعة لوحدة القطيلبية ووحدة البودي حيث ستشكل لجان فنية لتسمية المستفيدين من هذه المنح وكل ذلك في إطار التشجيع على زراعة هذا النبات.

غانة عجيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار