الوحدة : 31-3-2025
هكذا نستقبله دوماً بلهفة المشتاق، ولكن هذه السنة كانت نكهة الحرية والشعور بها أجمل، ها هو العيد ببهجته بعد ١٤ عاماً يعلن الفرح من جديد بعد صيام مبارك.
* زيارة الحاج توفيق غزلان
كان لجريدة الوحدة جولة وزيارات بين الناس في الأسواق، ووقفتنا الأولى كانت مع الحاج توفيق غزلان (أبو عماد)، والذي يدير أحد محلات الإيطالي غزلان، حيث شاركنا فرحة العيد وتحضيراته وما يقومون به من تخفضيات وحسومات خاصة بالعيد مراعاة للقدرة الشرائية قائلاً: ينشغل الناس عادة في الأيام العشر الأخيرة بشراء الملابس، وبالعموم الحركة خفيفة ولكنها تزداد في الأيام الأخيرة بسبب تبديل الموسم الصيفي والشتوي، إذ يبدأ الازدحام من الساعة الثالثة ولغاية الساعة ١٢ ليلاً، وفي الأيام الأخيرة نفتح المحل لغاية الساعة ٢ ليلاً، فنسبة المبيعات تترواح بين ٥٠ و٦٠ بالمئة شراء وتزداد في الأيام القادمة.
وأردف قائلاً: طقوس العيد لم تتغير، إذ نعتمد دوماً الحلويات المعدة منزلياً (معمول غريبة، الكعك بعجوة، بالإضافة للحلويات الجاهزة)، ونوزع زكاة العيد كلٌ حسب رأس ماله، حسب السنة النبوية كما قدرتها وزارة الأوقاف وهي ١٥ ألف ليرة، وزكاة المريض الذي لا يستطيع الصوم زكاة إفطار صائم، فنحن نشعر بفرح أكبر بعد ١٤ عاماً، فرح “بنكهة الحرية” و نستبشر الأفضل في الأيام القادمة.
* شيخ الكار
لا تكتمل فرحة العيد من دون حلويات، وفي لقاء لنا مع صاحب محل حلويات عبد القادر طه وأولاده الملقب ب “شيخ الكار” أخبرنا عن طقوس العيد: في رمضان دائماً القطايف والعوامة والمشبك مطلوبة، ولكننا في العيد لانستغني عن المعمول، والقراص بعجوة والكرابيج، وانتشرت مؤخراً عادة رد الصحن بصحن استحباباً، ومن عاداتنا بعد الصلاة زيارة المقابر وبعدها التجمع في بيت كبير العائلة، فنحن لانفتح أول يومين في العيد، لكننا نعاود العمل في ثالث يوم في العيد الصغير وفي اليومين الأخيرين من العيد الكبير.
* لمة العائلة والزيارات
أمّا الشابة براءة إبراهيم عبرت عن فرحها بالعيد الذي لازال يرافقها حتى اليوم بتجهيزات العيد وشراء الملابس ومستلزمات البيت، من ضيافة وأغراض للحلويات التي لها طقوسها فوالدتها تحرص دوماً على صناعة حلويات العيد في المنزل قائلة: صناعة حلويات العيد يعد الطقس الوحيد الذي لا نستغني عنه فهو يشعرنا بأجواء العيد، وطبعاً يقترن مع تشغيل الشاشات على صوت أغاني العيد أو تكبيراته، والجميع يشارك في صناعة الحلويات التي تكون متنوعة وكثيرة من كرابيج ومعمول بأشكاله وزينة المنزل التي نحضرها قبل العيد، فضلاً عن استيقاظنا في الصباح الباكر على تكبيرات العيد، وهذه الروحانية العالية والمريحة للقلب والسمع، وبعدها يذهب الرجال لأداء صلاة العيد و يأخذون قصائص الريحان، وهو أهم طقس يسمى (الزيارة)، لزيارة المقابر في أول يوم، وبعد عودة الرجال نعيّدهم ونرتدي ملابس العيد، ويبدأ اجتماع أفراد العائلة في بيت الجد، فأكثر ما أحبه هو لمة العائلة وهذه الأجواء التي تنحفر في القلب والذاكرة بتفاصيلها الجميلة، وكيف يقف الأولاد بالدور للحصول على العيديات، وبعدها تبدأ زيارة الأقارب في اليوم الثاني، أما المشاوير والسيرانات فهي لليوم الثالث، حيث تختار العائلة منطقة أو قرية لزيارتها بصحبة العائلة كلها، وهكذا يكون ختام آخر أيام العيد.
ولكن اليوم مع تغير الأوضاع، وسفر المقربين وبعد الأحبة حرمنا هذه الأجواء، وبسبب الأوضاع المعيشية التغت الرحلات العائلية للأسف و نتمنى أن تتحسن الظروف، ويعود المغتربين ونفرح من جديد.
* ضيق الحال لايمنع الفرح
فاطمة بعمر ٤٠ عاماً تستبشر الفرح بعد ١٤ عاماً مرت عليها وعلى أهلها بضيق الحال بعد أن كانوا يصنعون كميات كبيرة من الحلويات، بات ضيق العيش في هذه السنين يمنع أهل البيت من صنع حلو العيد إلا لكمية قليلة للمقربين جداً، حتى أننا بتنا نحلم بشراء الملابس التي أصبحت أسعارها خيالية عسى أن يكون هذا العيد أفضل عن كل ما مرّ علينا.
* أطيب مأكولات العيد
رشا الشابة العازبة تعيش في بيت العائلة مع والديها، فمع الإعلان عن تثبيت العيد تعم الفرحة منزلهم، وتبدأ والدتها بتحضير قائمة الطبخات التي ستعدها والتي غالباً ماتكون من الطبخات الشهية و”التقيلة”حسب رأي رشا التي تجهز مسبقاً لانشغال العائلة بالمعايدة من ورق عنب، ومحاشي، ملوخية، كوسا بلبن وصفيحة والتي تلائم الجمعات الكبيرة، وفيما مضى كانت والدة رشا تصنع الحلويات بينما اليوم أصبحت تعتمد شراء السكاكر والراحة من ضيافة وصرها بصرر للضيوف وتزيينها، وبعدها يخرج أطفال العائلة إلى ساحة العيد في منطقة الصليبة وهي العادة التي لازالوا يحافظون عليها وهي عادةً تكون مزينة ومجهزة بالمراجيح والألعاب ومأكولات العيد اللذيذة.
هو العيد بمجرد اقتراب موعده تدب الفرحة في القلوب، فخير الناس من يسامح ويغفر ويكون عوناً لغيره، وكل عام وأنتم بألف خير.
رهام حبيب