الوحدة :27_3_2025
بعد عقود من الحكم الشمولي الذي عزل سورية عن محيطها الإقليمي والدولي في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، يبدو أن انتصار الثورة السورية على النظام البائد الذي قاد تلك المرحلة وسياسية الانفتاح التي اتبعتها حكومة الثورة في مختلف الصعد قد شجعت الكثير من الدول على إعادة قنوات التواصل مع سورية في المجالات كافة ومنها المجال الاقتصادي الذي شهد إبداء الكثير من الدول ومن رجال الأعمال الرغبة في دخول السوق السورية، ولعل قراءة أصحاب الأموال لأهمية هذا الدور هو ما دفعهم لحجز مكانهم على خارطة الاستثمار في البلد الذي يمتلك من الموقع الجغرافي، والثروات الباطنية، والموارد البشرية، ما يؤشر إلى ازدهار اقتصادي قادم يعوض أهله عن سنوات الحرب الطويلة التي مروا بها، والتي أتت على بناها التحتية والاقتصادية التي أضحى إعادة إعمارها عامل جذب إضافي لهؤلاء المستثمرين الذين تعددت جنسياتهم.
وفي اللقاء التالي نعرض تفاصيل إحدى العروض التي قدمها أحد الأشقاء من المملكة العربية السعودية ضمن رؤية متكاملة تشمل مختلف جوانب الحياة الاقتصادية السورية أسماها “سورية جوهرة الشرق”، وهذا المستثمر هو الشيخ الدكتور سلطان بن مطلق بن سلطان العجمي الذي يشغل مناصب اقتصادية وتنموية ومكانة إقليمية ودولية هامة.
* رغبة بالاستثمار في سورية
يقول د. العجمي في لقاء خاص للوحدة بأنه وإنطلاقاً من حبه لسورية ومن رغبته للاستثمار فيها، فقد انتهى من وضع خطة عمل تتضمن رؤيا لإعادة إعمار سورية أسماها “سورية جوهرة الشرق”، مؤكداً أن تلك الرؤيا ترتكز على الحلم والعزيمة الصادقة والإمكانات باعتبار سورية تمتلك إمكانيات هائلة تؤهلها لأن تكون قوة اقتصادية وعلمية كبيرة، وأعظم تلك الإمكانيات هي الشعب السوري وشبابه الطموح، إضافة للموقع الجغرافي الذي تشغله سورية على خارطة المنطقة والعالم.
ويشير الشيخ الدكتور العجمي إلى أنه يتم حالياً إنجاز تلك الرؤيا تمهيداً لتقديمها إلى القيادة السورية للحصول على الضوء الأخضر للبدء في تنفيذها الذي سيشكل ثورة حقيقية يساهم فيها الشعب السوري بكل أطيافه لجعل سورية أيقونة ومنارة الشرق الأوسط، مؤكداً أن العمود الفقري لتلك الرؤيا سيكون من خلال إنشاء الشركة السورية للاستثمارات العامة، التي ستكون شركة مساهمة مغفلة رأسمالها ٢٠ مليار دولار أمريكي مدفوع بالكامل، ويمتلك الشعب السوري٤٠% من أسهمها، ويشمل عملها مجالات التعليم والطاقة والتصنيع والزراعة والإعلام والموارد البشرية والسياحة والطيران والتكنولوجيا، يكون مقرها دمشق وتسعى لتنفيذ استراتيجيتها الاستثمارية في جميع المناطق السورية، وفي مختلف الأسواق والقطاعات بالاعتماد على الأساليب العلمية والتحليل الدقيق للأسواق واحتياجاتها ووفقاً لرؤيا متعمقة للحاجة الاستثمارية الواعدة في مختلف القطاعات.
وأضاف الشيخ الدكتور العجمي بأن الشركة ستلتزم ذاتياً بحقيقة أن للمجتمع السوري حقوق وواجبات يجب القيام بها بشكل يتوافق مع أهدافها واستراتيجيتها الاقتصادية باعتبارها شريك في تحقيق التنمية المستدامة، مؤكداً بأن الشركة ستقوم وضمن إطار هذا الالتزام بتخصيص نسبة ١٠% من أرباحها لمؤسسة سورية للتنمية الإنسانية والاجتماعية التي تعنى بالتنمية الاجتماعية والإنسانية والتي ستقدم خدماتها للإنسان كإنسان فقط، و ذلك من خلال تبني جملة من البرامج:
1-البرنامج الإنساني لمكافحة ومعالجة الفقر.
2- البرنامج التأهيلي والمهني.
3- البرنامج الإنمائي.
4-البرنامج التكافلي.
* الوضع القانوني للشركة
وحول الوضع القانوني للشركة قال الشيخ د. العجمي إن الشركة العتيدة هي شركة مساهمة مغفلة تسجل في البورصة السورية ويتم تداول أسهمها البالغ عددها ٢ مليار سهم بقيمة دولار واحد لكل سهم، وتمتلك الحكومة السورية ١٠ بالمئة من تلك الأسهم، والصناديق والمؤسسات الحكومية ٢٥ بالمئة، والمواطنون السوريون ٤٠ بالمئة، والمستثمرون الدوليون ٢٥ بالمئة، مضيفاً أن خطط الشركة تتضمن السعي لأن تكون مستثمراً وصانعاً قوياً لاستراتيجية بناء وإنشاء ١١ مدينة عالمية متخصصة تساهم بشكل مباشر في تحويل سورية إلى منارة ومركز اقتصادي ومالي وتعليمي وثقافي، وطني، وبوابة هامة بين الشرق والغرب، لافتاً إلى أن هذه المدن تتضمن المؤسسة السورية للتنمية الإنسانية والاجتماعية وهي المؤسسة الإنسانية والتنمية غير الهادفة للربح، والتي يصل رأسمالها إلى ١٠٠ مليون دولار مدفوعة بالكامل وفقاً للأنظمة والقوانين السورية/ بنك سورية الوطني، بنك سورية للإسكان، وبنك سورية الزراعي وبنك سورية الصناعي والخطوط الجوية السورية وشركة سورية للاتصالات وشركة سورية للأعمال وشركة مدينة سورية الاقتصادية وشركة سورية المالية، شركة مدينة سورية الدولية، وشركة سورية الثقافية، وشركة مدينة سورية الترفيهية وشركة مدينة سورية الطبية وشركة مدينة سورية الرياضية وشركة مدينة سورية الإعلامية وشركة مدينة
سورية الصناعية وشركة مدينة سورية الزراعية وشركة مدينة سورية للطاقة والمياه/.
ولفت الشيخ الدكتور العجمي إلى أن رأسمال كل شركة من تلك الشركات هو ١ مليار ليرة سورية مدفوعة بالكامل، وأن الشركات مؤسسة وفقاً للأنظمة والقوانين السورية، وأن كل منها يسعى لأن يكون رائداً و مصدراً موثوقأ في مجال عمله.
* عوامل النجاح متوفرة
وأشار الشيخ الدكتور العجمي إلى أن قصص النجاح تبدأ دائماً من العلم والنجاح والفكر، مشيراً إلى أن أنجح الأحلام والرؤى والأفكار هي التي تبنى على مكامن القوة والعزيمة والطموح وعامل النجاح الأول الذي اعتمدت عليه الشركة، والذي يعتبر العامل الأول لنجاحها.
والعامل الثاني لهذا النجاح يكمن في الإمكانات الاقتصادية والبشرية والإرادة القوية التي تمتلكها القيادة السورية الرشيدة المستندة على إرادة الشعب، وهي العوامل التي وضعت سورية على طريق الاستقرار والازدهار وقابلية التطور والنماء رغم كونها محاطة بمناطق الصراعات التي تجتاح أجزاء من منطقة الشرق الأوسط.
أما ثالث عوامل النجاح المنتظر فيكمن من امتلاك سورية لقدرات هائلة ووفرة في الموارد الطبيعية التي ستسعى الشركة لتنميتها ودعمها ورعايتها والمحافظة عليها كي تكون قاعدة ومحركاً رئيسياً لتنفيذ الرؤى والخطط التنموية، وجعلها تساهم في التطوير والبناء.
أما العامل الرابع للنجاح فيكمن في امتلاك سورية لثروات هائلة من مصادر الطاقة والمعادن والثروة الحيوانية و الزراعية و البحرية وغيرها من الثروات ذات القيمة المضافة، وفوق ذلك الإنسان السوري الطموح المتعلم المبتكر والمنتج والمضياف.
* المستقبل واعد
وختم الشيخ الدكتور العجمي إلى أن المستقبل واعد، وأن لدى سورية قدرات وإمكانات كبيرة، مؤكداً أن الشركة ستعمل لمضاعفة دورها في صناعة هذا المستقبل الذي يتناسب مع الرؤيا التي نريدها لسورية حكومة وشعباً، مبدياً ترحيبه باستقطاب الكفاءات المؤهلة تأهيلاً عالياً من أجل المشاركة في البناء والنجاح، معرباً عن أمله بأن تكون الشركة السورية للاستثمارات العامة عاملاً محركاً وفاعلاً للتنمية والسلام والأمن والثقافة من خلال الإنجازات التي تسعى لتحقيقها، والتي تشمل كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية السورية.
نعمان أصلان