العـــــدد 9392
الإثنـــــين 22 تموز 2019
وكأننا نعيد التوصيف ذاته الذي قلناه قبل عدة أشهر، فزعيم الكرة الأفريقية عربي أيضاً كما كان قبله زعيم الكرة الآسيوية، فإذا كان المال والتجنيس والصبر والتخطيط المدروس والاستراتيجية بعيدة المدى هي عوامل نجاح الكرة القطرية، فماذا عن عوامل نجاح الكرة الجزائرية؟! إنهم لا يملكون الكثير من المال مقارنة بالقطريين وبلدهم يعاني من تخبطات سياسية وأمنية وأزمات اقتصادية ومعيشية، لكنهم امتلكوا روح لقب منتخبهم (محاربو الصحراء) وانتماءهم العالي لقميصه ولعل دموع هدافهم بونجاح كانت أصدق تعبير أما مدربهم الشاب بلماضي فرغم عدم امتلاكه خبرة من سبقه في تدريب الجزائر لكنه كان العامل الأهم في حصول تلك الملحمة الرائعة التي فاقت حقبة الأخضر بلومي وعصاد ودحلب منذ عشرات السنين، فهذا المدرب ليس نابغاً فقط، في اختياراته وخططه وتدخلاته وإدارته، بل الأهم، أنه خلق فريقاً متحداً محباً شرساً مقاتلاً، يذوب عشقاً ووطنية وإخلاصاً، نحو شعار بلده، وكانت هذه الصفات الأخيرة، هي التي صنعت الفارق والحب والتعاطف العربي الكبير، تجاه هذا المنتخب، الذي برع وأمتع الناس بحلاوة أدائه، وأبهرهم بحبه وانتمائه، وعندما سألوا بلماضي عن كل ذلك، ترفع وقال: (كل ما نحن فيه، وراؤه نخبة من اللاعبين تضحي وتقاوم وتناضل في الملعب، من أجل الجزائر)
فاستطاع أن يصنع توليفة من أفضل العناصر الكروية الجزائرية، وتوظيفها التوظيف الصحيح إضافة لامتلاكه (دكة قوية) تصنع فريقاً ثانياً، وحفاظه على تماسكه وإيقاع لعبه وديناميكيته وتنظيمه الجيد وتوازن خطوطه، أما نحن ف (واحسرتاه) نشارك في دورة ودية مع منتخبات من الصف الثالث والرابع في آسيا فنحقق فوزاً خادعاً ثم نخسر ونتعادل بجزاء بشق الأنفس!
هكذا يخططون فينجحون.. وهكذا نتخبط فنفشل ونحصد الخيبة تلو الأخرى.
المهندس سامر زين