احتباس النطق… حالة مفاجئة تعالج طبيعياً

الوحدة:6-2-2025

فجأة، ومن دون سابق إنذار، يمكن لشخص ما إن يفقد قدرته على النطق، عندها لا تنفع معه إلا أساليب العلاج الطبيعي الذي يتوجب أن يبدأ مباشرة، مايسمح باستعادة القدرة على التعبير والاتصال مع الآخرين، ويشبه هذا المرض إلى حد كبير الإصابة بالعمى المفاجئ الذي لايرافقه أي ألم أو عرض من أعراض الاعتلال.
غير أن الأمر لايتعلق في مثل هذه الحالة بأي فقدان للقوى العقلية أو الوعي، ولايشبه الأمر أي إصابة بالصرع: ذلك أن يكون المصاب واعياً تماماً لعدم قدرته على الكلام والنطق مع بقاء ذهنه متيقظاً ومتحفزاً مع هروب الكلمات من بين شفتيه وحنجرته عندما يصبح عاجزاً عن النطق إلا بمقاطع غير مفهومة وغير معبّرة عما يريد قوله.
ويركز العلماء في هذا المجال على حقيقة وجود عدة أشكال من احتباس النطق، كأن يتعلق الأمر بفقدان القدرة على الإتيان بجمل مفيدة من دون أن يتأثر المصاب بقدرته على لفظ الكلمات المتقطعة،
وأياً كان عليه شكل الاحتباس، فإن الأمر يتعلق أولاً وأخيراً بإصابة دماغية بسبب تضيق يطرأ على أحد الأوعية الدموية الصغيرة التي تغذي التسيج الدماغي، وقد يأتي الأمر بعد تشكل جلطة دموية هناك.
ويمكن لحالة الاحتباس أن تتفاقم بعد حصول إحدى حوادث الدماغ الوعائية، أو بسبب ورم في الدماغ، أو إثر الإصابة بحادث يضر بالجمجمة.
ومهما تعددت أسباب احتباس النطق المفاجئ، فإن العلاج لايتعدى التمارين الطبيعية لإعادة تدريب المصاب على النطق السليم، وبهدف إعادة اللحمة إلى المرسلات الدماغية المسؤولة عن فضاء اللغة في الدماغ إثر إصابة خلاياها بالانهيار المفاجئ، وباختلاف ظاهر عن أي من أنسجة الجسم الأخرى تبدي خلايا الدماغ قدرة فائقة على إعادة التكيف واستعادة النشاط إثر أي إصابة؟ ذلك لأن أليافها العصبية المتعددة حتى وإن تضررت بالحادث تبقى محتفظة بحيويتها بشكل أو بآخر.
وعلى هذا المنوال يحاول المعالج الطبيعي أن يستثمر هذه الخاصية ليعيد اللحمة إلى سياقات عمل المرسلات العصبية في هذه الخلايا التي تقع في القلب من أي عملية تعبير لغوي أو فصاحة اللسان.
ويبدأ العلاج الطبيعي عادة بإعادة تشبيه النطق عن طريق دفع المصاب إلى التقليد أو دفعه إلى تهجئة الحروف والكلمات المكتوبة شيئاً فشيئاً، وعلى مهل لأن أي إجبار أو عجلة في الحصول على النتائج يمكن أن تؤدي إلى تأخير الشفاء من هذه الإصابة.
ثم يعاد تدريب المصاب على الكتابة الصامتة، ثم النطق والتهجي.
إن مثل هذا العلاج قد يستمر على مدى عدة سنوات، ويمكن بعدها للمصاب أن يستعيد قدرته على النطق السليم.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار