حتى رمال البحر لم تسلم من سرقة آل الأسد

الوحدة 27-1-2025

على مدى 12 سنة حاول خلالها الدكتور أديب سعد رئيس الجمعية السورية لحماية البيئة المائية

رئيس اللجنة الوطنية لعلوم البحار

مع مختلف الجهات الأمنية، حتى وصل لمخاطبة الرئيس المخلوع في عهد النظام البائد ليتم إيقاف سرقة الرمال وتخريب الشاطئ وهدم الفيلا والبيوت التي تم تشييدها في الأملاك البحرية على شاطئ الشقيفات.

ويؤكد الدكتور سعد أنه اصطدم مع جماعة بيت الأسد في أيلول 2019 محذراً إياهم أنه سيأتي يوم ويتم هدم هذه المنازل غير النظامية والمخربة للبيئة والمعتدية على الأملاك العامة.

وفي التفاصيل يقول الدكتور سعد:

حالة إجرام بحق البيئة والاقتصاد الوطني، طالما ناضلنا في سبيل حلها دون جدوى، وكلنا ثقة أن حلها أصبح ممكناً الآن.

حيث كان يتم تهديد أي مواطن أو مؤسسة وطنية تحاول ردعهم يهددون بالقتل.

هذه الجريمة (أي جريمة سرقة رمال الشاطئ) تعد من أكبر جرائم الفساد والتهريب وتخريب البيئة والاقتصاد ومستقبل الأجيال القادمة، إن هذه الرمال التي يسرقونها هي ملك عام للشعب واحتاجت مئات بل آلاف السنين لكي تتشكل وتصلح ملجأ بيئياً لتكاثر السلاحف البحرية التي هي عنصر هام جداً في توازن البيئة البحرية والتنوع البيولوجي البحري، ومكان نادر وفريد على الساحل السوري للسياحة البيئية وتكاثر الأسماك. ومن هذا المنطلق كانت هناك دراسات ومقترحات من قبل وزارة الإدارة المحلية والبيئة ووزارات الزراعة والسياحة وبعض الجمعيات الأهلية البيئية لتكون هذه المنطقة محمية بحرية شاطئية بيئية تتلقى دعماً أيضاً من برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

لكن للأسف أتى آل الأسد وخربوا كل شيء وقضوا على مستقبل المحمية وعلى مستقبل الجوار وعلى كل هذه الطموحات الوطنية، وقس على ذلك، ولا يمكن التصور بأن الرئيس آنذاك لم يكن على علم بذلك، حيث وجه له الدكتور سعد رسالة متسائلاً فيها: أين المخابرات العسكرية والسياسية وأمن الدولة؟ علماً أن هناك مخفران تابعان للمديرية العامة للموانئ مهمتهما النظرية حراسة الشواطئ، الأول على شاطئ الصنوبر والثاني على شاطئ الشقيفات، لكن يتم تجريف الرمال بالبلدوزرات والشاحنات وتتم ليلاً ونهاراً بين المخفرين وبجانبهما؟

وقد تطرق في رسالته إلى حجم الأموال المنهوبة جراء سرقة هذه الرمال، علماً أن قيمتها الحقيقية المجتمعة لا تقدر بثمن.

تتم السرقة على طول ١٠ كم من الشاطئ وبعرض وسطي ٢٠٠ متر (حيث هناك عرض بين ٣٠٠ إلى ٤٠٠ متر) في المنطقة الشاطئية الواقعة بين جنوب اللاذقية (الصنوبر) وشمال جبلة (الشقيفات) وبعمق وسطي٣ م (هناك مناطق عمقها ٥ إلى ٧ م)، وبالتالي تكون كمية الرمال المنهوبة تساوي (الطول) 10000م ضرب متوسط الارتفاع /3 م/ ضرب متوسط العرض /200/ م يساوي 6000.000 ستة ملايين متر مكعب من الرمال.

فإذا كان سعر المتر المكعب كحد أدنى 20000 ل. س، فتكون القيمة المالية تساوي ستة مليارات ل.س (أي ما يعادل /12-18 مليون دولار بأسعار 2018-2021 تاريخ كتابة هذه الشكوى).

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار