“سوق الضيعة” ..آمال وأحلام

الوحدة: ١٧-١-٢٠٢٥
حال سوق الضيعة من حال الناس، فيوم الثلاثاء الفائت قد بدت فيه خيبة الآمال من شحوب وشجون ناس اعتراها البؤس وقلة الحيلة والشقاء، وأثناء زيارتنا له ذاك النهار لم نجد غير بضعة منتجين والباقي غياب، والأسباب كثيرة وفي أعلاها تكاليف المواصلات.
في جولتنا التي تنعش الروح والفؤاد ونرجع بها لذكرياتنا مع الأجداد ورائحة الحقول الندية والأطياب، وجدنا ما يلي عند المنتجين الصغار:
* السيدة نهلة شعبان – مشتركة بالسوق منذ عام ٢٠١٤، إذ كان السوق قائماً في حديقة البطرني وانتقل إلى حديقة السلطان: أشارت إلى أن سوق الضيعة تغير منذ سنوات عدة وخفت قوة الشراء عند ناسه، كما أن الطاولات المفروشة فيه قد خف زادها من المنتجات، نظراً للتكاليف والأعباء، فلم يعد يأتي منتجوها بكل المواد التي كانت تكتنز بها وتزخر معظم طاولات المنتجين حتى أن عليها بات الطلب خفيفاً، وأكدت أن اليوم رفاقها من المنتجين والمشتركين غابوا عن السوق، ويرجع أمرهم لأعباء النقل والسرافيس في المدن والقرى البعيدة، وكذلك رواد السوق قد خفت أقدامهم في السوق، لكن ثقتهم بجودة منتجاتنا وطيبها يبقيهم علينا مترددين، وهو ما يدفعنا للبقاء والاستمرار ولو مددنا يدنا على الرأسمال وصرفناه لأجل ثقتهم بنا وهو ما نعده رأسمالنا الكبير، إذ ليس هدفنا التجارة بقدر ما هو إيمان بالجودة والنوعية واكتساب ثقة الناس والحفاظ عليها.
* السيد ناصر حاطوم – مشارك في سوق الضيعة منذ ١٥ سنة قال: رغم كل الظروف، مازلنا مستمرين بتقديم كل ما هو نقي وطبيعي من الأم الأرض، منتجات زراعية وحيوانية مثل العسل والليمون والبيض البلدي والدبس وماء الورد وغيره، وأضاف: نحن مربو نحل ولا يخفى على أحد الأتعاب والمعاناة من التنقل في خلاياه من مدينة لأخرى لأجل الجودة والطعمات، لذلك تختلف الأسعار، حيث في الساحل عسل الحمضيات أقل من عسل حبة البركة الذي يتطلب نقل خلايا النحل للغاب وكذلك لمحافظة حماة وحمص لحبة اليانسون، ونتيجة لهذه الظروف وغلاء الأسعار نعمل بالحسم على منتجاتنا على ما يقارب ١٠ – ١٥% وقد تصل إلى ٢٠% على الكيلو الواحد من العسل، اليوم الثلاثاء نرى عدد زائري السوق و تكاليف السفر عالية لهذا انحسر حضور المنتجين وقل، لكن سوق الضيعة في يوم السبت أفضل بكثير وإقبال الناس أكبر؟ حيث هم في إجازة وراحة يفضلون قضاءها في سوق الضيعة الذي يحبون، وإن شاء الله الفرج قريب.
* السيدة وفيقة محمد أشارت إلى بدايات أعمالها في السوق منذ عام ٢٠١٢ بشغلها بالإكسسوار، فهي خريجة فنون نسوية لكنها طورت في أعمالها ومنتجاتها، ودرست ما يتطلبه السوق من عروض لتفرش على طاولتها الحلويات بدون سكر والمجففات والدبس والمقطرات وغيرها الكثير ومما قد يوصيها عليه رواد السوق الدائمين، فثقتهم بمنتجاتها تدفعها للمزيد من الأعمال، لكن الظروف حالت عليهم من تكرار الزيارات بسبب الحاجة وقلة الحيلة والسيولة بأيديهم وقد انعكس ذلك على السوق، فقالت: ثقة زوار السوق بأعمالنا هي استمرارية لنا ولن يخيب الرجاء، والله يفرجها على الجميع ونأمل ذلك بالقريب.
هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار