أحمال النقل ثقيلة.. والموروث أثقل؟!

الوحدة 11-1-2025

الكثير من القضايا التي تختص بواقع المواطن، من أبناء المدينة والريف، بدأت تنال حصّتها الحقيقية من الارتياح، تحديداً فيما يتعلق بالمواد الغذائية والتي تدخل في صُلب الحياة اليومية، بعيداً عن واقع الرواتب الهزيلة والوعود الأكيدة التي تطلقها الحكومة الجديدة لتحسينها، لكن ما يميّز هذه المرحلة، هو قضايا النقل بالعموم ريفاً ومدينة، حيث لم تكد تُشفى النفوس من أوجاع النقل المُعاق في السابق، ليستمر الحال صعوبة إبان حكومة الإنقاذ التي جلست على تركة هرمة مليئة بالعجز، خالية الوفاض من كل مقومات البقاء، حتّى خرج العديد من مسؤولي الحكومة الجديدة عبر تصريحات تؤكد قرب الوصول إلى حلول جذرية فيما يخصّ واقع الوقود، الذي سينعكس بشكل طبيعي على الوضع الحالي للنقل، (بعض الأرصفة تتحدث عن وفر قادم لكافة المحروقات)، مع الأمل بتجاوز الأرقام الحالية الكبيرة التي تُثقل كاهل الجميع تحديداً من أهالي الريف، خاصّة أن الشريحة الكبيرة من هؤلاء هم طلاب جامعيون وموظفون، حالهم مشترك بالنسبة للضعف المادي، حيث يعيش جلّ أهلهم على غِلال ونِتاج ما قدّمه موسم الزيت والزيتون، والبعض الآخر ينتظر مصباح علاء الدين فينقل حال حمضياتهم (الموعود) إلى واقع رابح يعيلهم على الاستمرار، ويعوّض عليهم بأثمان لأدوية زراعية، وسماد وطني (مهرّب) تحكّم بمصيره غرباء ولصوص، فوضعوا جزءاً منه بين العامّة بأسعار تقارب الغيوم، وجزءاً آخر ضمن سوق سوداء تُشبه قساوة قلوبهم على مزارعين حُكِم عليهم بجريمة تعلّقهم بما تُنتجه حقولهم، فهم راضون مُقتنعون، آملون بأن تكون القادمات أفضل، على اعتبار أن القائمين على الأحوال العامّة اليوم هم أبناء المعاناة نفسها ممن جعلتهم ظروف الحصار الجائر فنيين وخبراء مهرة في اختصاصاتهم العديدة، بعيداً عن العِقال الذي استحكم بأبناء الشريحة الكبرى من أبناء سوريا.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار