الوحدة 8-1-2028
لم يمض على تحرير البلاد سوى أيام حتى ارتوت الأسواق الجافّة بكافة أنواع المُنتجات الصناعية القادمة من مدينة إدلب الخضراء، وهذه الحركة تنمّ عن الوضع الأصلي للتمازج بين المحافظات السورية، وبالتالي الساحل ومناطقه الواسعة يستقبل مُنتجات وصناعات إدلب وحلب وحماه وباقي المحافظات.
بالمقابل ستكون مدينة إدلب سوقاً مفتوحة وموطناً مهماً لحمضيات الساحل الوطنية، بالإضافة لمُنتجات الزراعات المحمية في طرطوس، من بندورة وفليفلة وباذنجان وغيرهم، وهذا الوضع يسري على باقي المحافظات وخاصّة الزراعية منها، وهنا نستذكر سهل الغاب في محافظة حماه وسلاله الزراعية العديدة، حيث يُعدّ منطلقاً لمجمل المحافظات. وكذلك الشهرة الكبيرة التي تتمتّع بها خضراوات سهل حوران الحقلية في درعا وشقيقتها الأخرى في سفيرة حلب وسهل الروج، بالإضافة لفاكهة وعنب السويداء المعطاءة، وما تقدّمه غوطة دمشق وريفها الخصب، وجميعها تقع ضمن المنظومة الطبيعية لتكامل الحياة، ومُجمل هذه المنتجات المحلية كانت ترزخ تحت نير الغرامات المالية ومحاصصة لصوص النظام البائد على الطُرقات والمفارق يتلطّون ليلاً تحت الجسور كالخفافيش.. وبالعودة إلى أهمية التبادل التجاري بين المحافظات – ومن جهة تبادل المواد الزراعية الصناعية مع محافظة إدلب لم تتم ملاحظة زيتها الشهير (البترول الأصفر) وهذا الأمر يقع ضمن نطاق التبادل التجاري الطبيعي وتصديره عبر معابر الجار التركي وسهولة وصوله بيسر إلى الأسواق الخارجية بعد أن وقعت المحافظة لسنوات طويلة تحت حصار ظالم على أهالي كلا الطرفين، فكل الأمل بعودته إلى أسواق محبيه بغضّ النظر عن المنفعة والمردود الذي يلائم التعب والتعويض للمزارعين عبر التصدير – كما واقع الأمر مع حمضيات الساحل والآمال المرجوة عبر التصدير إلى الأسواق الخارجية..
وبما أن الشيء بالشيء يُذكر، ننتظر تين إدلب الشهير وكرز أريحا وفستق خان شيخون وسراقب، وكذلك رمّان دركوش، فيكتمل العقد.
سليمان حسين