العـــــدد 9387
الإثنـــــين 15 تموز 2019
تسود هذه الأيام موجة عارمة بين عدد من أنديتنا المحلية التي بدأت تغدق الملايين على لاعبينا فتتخاطفهم في أسرع وقت قبل إغلاق نافذة الانتقالات أو قبل دخول أطراف أخرى على الخط، حيث يشهد الميركاتو الصيفي السوري صفقات من العيار الثقيل أشعلت سوق اللاعبين من خلال تعاقدات جديدة لأندية كانت خارج الحسابات وبأرقام باهظة مالياً أثارت دهشة الكثيرين، وبغض النظر عن النوايا الخفية فإن الموسم المقبل ينبئ بمنافسات حامية الوطيس واتساع خارطة المنافسة حيث أن نصف فرق الدوري الممتاز قد أوشكت على إتمام تعاقداتها مبكراً، بينما لم تعلن باقي الفرق حتى اللحظة، أي تمديد لعقود لاعبيها أو عن صفقات جديدة، واللافت للنظر بشكل إيجابي في ميركاتو هذا العام هو سعي أنديتنا لاستعادة نجومها الغائبة خارج حدود الوطن، لكن تلك (التظاهرة التعاقدية) تطرح العديد من التساؤلات المشروعة وهي: هل سينعكس هذا التطور الاحترافي (الشكلي) على المستوى الفني للعبة والذي ما زال دون الطموح بكثير ؟ وهل سينسحب ذلك أيضاً على أداء اتحاد الكرة الذي مازال عمله ضمن إطار الهواية وهو الذي يقف متفرجًا تجاه تلك القيم الباهظة لعقود اللاعبين؟ وكيف سيسير موسم الأندية الفقيرة التي تبدو عاجزة عن إتمام أية صفقة جديدة أمام نظيراتها المالكة للمال والداعمين والاستثمارات والتي رفعت قيمة التعاقدات دون ضوابط؟ هل تمت تلك التعاقدات وفق الحاجة الفعلية لكل فريق وفي المراكز التي يحتاجها أم أن العملية تتم بشكل عشوائي وبالجملة وكأن الغاية تكديس النجوم والمضاربة على أندية أخرى؟ ماذا سيحل باللاعبين الشبان الموهوبين الذين ينتظرون فرصتهم كي يثبتوا حضورهم وإمكاناتهم؟ وهل يستحق لاعبونا تلك المبالغ التي يتحدثون عنها؟ وهل خضعوا لفحوصات طبية شاملة أم تم الاعتماد على أقوال اللاعب وحده؟ تلك التساؤلات وغيرها باتت حديث الشارع الرياضي المحلي الذي بدا عليه الاستغراب من تلك الأرقام الخيالية التي لا يجدها تتلاءم مع مستويات هؤلاء اللاعبين ولا مع الوضع الاقتصادي العام، ويتمنى البعض لو يتم صرف تلك الأموال على صيانة الملاعب التي بدا عليها الترهل والتعب والتي تحد أرضيتها السيئة كثيراً من إبراز مواهب من يلعبون عليها ولا يخدم وضعها الحالي أي تطور فني قادم..
ختاماً: فإن ما نرجوه في ظل هذا الشكل من أشكال التضخم الهائل الذي يشهده سوق الانتقالات هو أن نلمس التطور الذي ننشده لمستوى الدوري السوري من خلال عودة بعض لاعبينا المحترفين وبعض مدربينا أيضاً من تجارب خارجية، وما علينا في ظل تلك المعطيات الحالية سوى الانتظار وعدم إطلاق الأحلام الوردية لأن عوائق التطور قد تتغلب في النهاية على مقومات التفاؤل.
المهندس سامـر زيـن