الوحدة:17-11-2024
يوماً ما كان هذا المكان قبلة عالمية لرياضيي حوض المتوسط الذين يشاركوننا شواطئ البحر، لكن مضى على تلك الفترة الذهبية عشرات السنين، كما نهضنا بهدوء إلى قرن آخر، كُل شيء من مكوّنات تلك الفترة الجميلة أعلن نفسه إلى موت حتمي باستثناء ما يتم داخل حرم المدينة الرياضية عبر استثمارات خاصّة، الطُرقات والجسور المدعّمة بالحديد، وكذلك الأسوار المعدنية بدأت تنسلخ بفعل الرطوبة وتُعلن نفسها مكاناً خطيراً.
وكل ذلك لأنّنا لم نواصل الاهتمام ومتابعة الحالة الفنيّة لتلك الصُروح، إلّا ما ندر منها، لكن الوضع العام لمكملات هذه المدينة يُدمي العيون مع الأسف، فتلك المطارح أصبحت مكاناً مُباحاً لفعل العديد من الموبقات، غير أن الشيء المُدهش على طول الطريق التي تحتضن المدينة، هو زُجاج المشروبات – العنصر المسيطر على هامش المدينة الرياضية- وهذه الكميات المرمية في كُل مكان لا توحي بحالة طبيعية، أطراف الطُرق وأرصفة المدينة تعبّر بالمطلق عن ثقافة الزُجاج، فإذا تم تجميعها لا تكفيها شاحنات، ثم إن هذه الكميات الكبيرة تُعلن عن ازدياد أعداد الخارجين عن الدائرة السليمة للمجتمع، وهذا المشهد الزُجاجي يمتدّ من المدينة الرياضية وصولاً إلى مشارف دوار الأزهري وعلى الاتجاهين، والأمر بات بحاجة اجتماع أصحاب النّيات الطيّبة لإزالتها عن المشهد العام.
بالمختصر، يُقال إنّ (الحمل على الكثرة خفيف)، وهذه الأحمال هي ثقيلة جداً، وفوق طاقة عمّال الخدمات والنظافة والصرف الصحي وبلدية المدينة بشكل عام، فهم بالكاد يتنقّلون بين مواقع المدينة وأحيائها، ضمن ظروف صعبة تلاحق أوضاعهم، حيث بات الوضع بحاجة لتضافر جهود الجميع من إجل إزالة هذه الكميات الكبيرة من الزجاج السليم والمكسور، بمن فيهم المجتمع الأهلي والجمعيات المعنية بأمور البيئة والطبيعة، وهذا بحاجة لأشهر كاملة، يتخلّله أيام عمل طوعي في كافّة المناسبات، حيث يعود ريعه الأخلاقي لكافّة أبناء المدينة، كون هذا المكان هو المتنفّس الطبيعي الأقرب لهم في ظلّ الظروف التي تعتري قطاع المحروقات والوقود بشكل عام.
وفيما يخصّ الحالة الفنية الصحية لتلك المنطقة، فقد تمّت ملاحظة أن غالبية الجور الخاصة بالصرف الصحي مكشوفة، افتقدت الغِطاء المعدني لها والسبب معلوم؟!، والبعض الآخر منها بحالة سليمة، لكنها بحاجة لتعزيل جرّاء الطمي أثناء الهطولات المطرية.
فهل يعود معمل الزُجاج ويقوم بطبخ هذه المكوّنات السيئة في كل مكان، كما يتم العمل على إعادة تدوير البلاستيك والكرتون وغيرهم من قِبل نبّاشي الحاويات؟!.
سليمان حسين