الوحدة:14-11-2024
فرح جديد تحدت الظروف التي فرضت عليها، وأثبتت أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم أشخاص قادرون، ولكنهم يحتاجون عناية واهتماماً.
بدأت فرح حياتها بمشكلة في البصر، حيث كانت تعاني منذ الولادة من ضعف شديد في البصر وتلف ثلاثة أرباع الشبكية وكانت نسبة الرؤية 1 من 10 فقط، ومع هذا قررت أن تتابع دراستها بمساعدة أهلها، وبالفعل كانت أخت فرح تساعدها في المرحلة الابتدائية وأهلها كذلك، وحصلت في الشهادة الإعدادية على مجموع قدره 304، وكان اعتمادها على أهلها والناطق على الموبايل، كما تعرفت على متطوعين يسجلون كتباً صوتية.
وفي الشهادة الثانوية حصلت على مجموع قدره 208، وكانت الأولى على القطر لذوي الاحتياجات الخاصة في الفرع الأدبي.
تقول فرح: بعد تكريمي كبر الحلم وتأكدت بأني قادرة ويمكنني الوصول إلى هدفي وتحقيق حلمي، ولأستطيع أن أؤمن حياتي وأؤمن دخلاً جيداً، وتتابع فرح: بعد أن أنهيت الصف التاسع اختارت أختي دراسة الفرع العلمي، وهنا قررت والدتي أن تدرس معي من الصف العاشر لتكون عينيّ.
وعند سؤالنا لفرح لم اختارت الحقوق؟ قالت: لأنه الفرع الذي من خلاله أستطيع أن أطالب بحقوقي وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.
ونوهت فرح أنها حصلت على جائزة الباسل في السنتين الأولى والثانية في الجامعة، ولكن نتيجة خضوعها لعمل جراحي في السنة الثالثة وفقدانها البصر بشكل كامل، اكتفت بأن تكون من الأوائل.
وأشارت فرح أن دراستها كانت بمساعدة أهلها والناطق بالإضافة إلى مبادرة “من القلب إلى القلب” التي كانت ترسل المحاضرات لها لتقوم بتحويلها إلى ملفات صوتية. وأكدت فرح أنها قادرة على العمل على الكمبيوتر المحمول بشكل جيد، وهذه موهبة من الله.
أخيراً قالت فرح: لسنا بحاجة لكل حواسنا حتى نصل إلى هدفنا، وكل شخص لديه مشكلة سواء من الولادة أو بعدها، لا تفقد الأمل و اسعَ لما تريد.
وبدورها والدة فرح السيدة سوسن جديد قالت: طموح فرح وحبها لمتابعة دراستها كانا السبب في دراستي مع فرح، واليوم أنا وابنتي حققنا الحلم وأنهينا دراستنا في فرع الحقوق.
والسؤال الأهم الذي طرحه كل من فرح وذويها: هل يحق لفرح كونها كفيفة ومن ذوي الاحتياجات الخاصة أن تدخل الحياة العملية في مجال دراستها والانتساب إلى نقابة المحامين بعد النجاح الذي حققته؟
رنا ياسين غانم