الوحدة : 12-11-2024
داهمنا الشتاء وعناوينه المُبهمة من حيث الفاكهة، فقد بدأت وبشيء من الخجل تظهر القصّة السنوية، متلازمة الموز والبرتقال، أو الحمضيات بشكل عام، بدأت أسعار الموز تترك عرشها العاجي وتتحرّك نزولاً، وأخذت الأرقام الجديدة تظهر بدءاً من أسواق طرطوس وصولاً إلى أسواق ومحال اللاذقية، فقَدَر موسم الحمضيات الساحلية أن تكون برفقة الموز، الكتف على الكتف إلى وقت طويل من الشتاء، وعن سابق إصرار وترصّد .. مبدئياً بدأت أسعار الموز هبوطاً نحو ال ٢٠ ألف ل.س، بعد أن كان رقم ٣٠ ألف وما فوق يتزعّم أسعار الفاكهة ويزيّن الأصفر الجميل.
ولن نخوض في غِمار أسعار الحمضيات كثيراً لأنها ضمن المنطقة المتأخّرة على مستوى أسعار الفاكهة بالمُجمل، فنضطر للعودة إلى طرح الأسئلة العقيمة كما كل عام، أو كل موسم حمضيات، لماذا يتم تبنّي هذه الرفقة السيئة ما بين الموز والحمضيات، لما لا يتم تحجيم الموز مؤقتاً على حساب الحمضيات لأشهر قليلة فقط ريثما يجني مزارع الحمضيات ما يسدّ رمقه الشتوي ويعوّض الخسارات المتلاحقة جرّاء سُبل العناية؟، والأكثر من ذلك بدأ يظهر على الواجهة تواجد خجول للضيف الثقيل – الفاكهة الاستوائية، التي نشطت مؤخراً، معتبرة نفسها سيدة الأرقام المنافسة، ليبقى التفاح والبرتقال هما صنوان الفقير والسُفر المطمئنة للكثير من العائلات.
لكن سقوط الموز لن يدوم طويلاً، قريباً سوف يعود إلى عرشه كالسحر خلال الربع الأخير من الشهر المقبل، جميع الأسعار ستتضاعف، ترحيباً واحتفالاّ برأس السنة.. باستثناء أسعار الحمضيات وصاحبها المغلوب على وضعه.
وفي رأس السنة المُباحة، سيكون كأساً واحداً من عصير تعبه البرتقالي، كفيل بإيقاظه من سكرة طويلة، تنقل خلالها من شجرة عامرة إلى سوق بخيل، يبحث عن واقع أفضل لزراعات بدأت تموت بفعل تقصير جماعي يشبه المؤامرة.
سليمان حسين