الوحدة:11-11-2024
شاب في مقتبل وجميل العمر، طالب جامعي تغرّب عن أهله طالباً للعلم، ولطلب العلم طلبات كثيرة تتطلب العمل دعماً له.
لم تكن حادثة سقوط الطالب حسام محمد سلمان من سقالة بالطابق العاشر وهو يعمل ليعيل نفسه ليتابع تحصيله العلمي هي الحادثة الأخيرة، ولن تكون، فالموت الرخيص يتجول دون توقف في بلادي، والسبب الأساس هو انعدام وسائل الحماية لعمال أغلبهم ليسوا بعمال مؤهلين للعمل الشاق الخطر.
حيث نسمع بشكل متكرر عن حوادث مؤسفة لوفاة عمال أثناء تأدية عملهم جراء تعرضهم لإصابات مميتة بغياب وسائل الحماية الوظيفية كل حسب موقعه، من سقوط عن روافع و(سقالات)، أو سقوط أجسام ثقيلة عليهم، أو وقوعهم بآلات أو حتى تعرضهم لإصابات جسيمة تؤدي في أبسط الحالات لعمليات بتر بأطرافهم إن لم يكن موتهم، ناهيك عن إصابات الصعق والحرق والكسور والجروح، وزد عليها الكثير من الإصابات المؤلمة والمؤسفة.
آلمتنا كثيراً حادثة سقوط الشاب حسام ذي العشرين ربيعاً الذي أزهر عمره ولم يثمر سوى الموت بعيداً عن أهله وعلى مقربة من جامعته معلقاً على سقالة دون أية وسيلة حماية لشاب ربما كان يحلم وهو يعمل على ارتفاع عشرة طوابق في طقس برياح شرقية قوية، كان يحلم وهو يهوي بحمام دافئ ووجبة طعام بعد أن يقبض أجره قبل وصول جسده للأرض ليقبض الخالق روحه، ويدعو على زمن دفع أمثال حسام ليتسلقوا سقالة غدارة تذرو الرياح جسد ممتطيها وترديه قهراً.
لا يجب أن يذهب دم حسام هدراً، فهنا وجبت مساءلة ومحاسبة كل جهة معنية تسترخص أرواح عمالها وتتركهم وجبة سهلة للموت المجاني الذي فاز على عرق الجبين.
ميساء رزق