القروض الشخصية.. بين الحاجة إليها ومأساة الحصول عليها

الوحدة8-11-2024

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والضائقة المالية الحالية التي تجتاح الغالبية العظمى من المواطنين، يلجأ ذوو الدخل المحدود والطبقة الموظفة بالعموم لسحب القروض بمختلف أنواعها لسد بعض الثغرات الطارئة التي تلم بهم من طبابة وعلاج وتعليم وسفر وترميم لحاجاتهم المستعجلة العاجزين عن تأديتها برواتبهم الضعيفة.
قروض وضعت لتكون معيناً وقت الحاجة، مع فوائد وشروط وكفلاء وتكاليف تقتطع جزءاً ليس باليسير من قيمتها، ولكن اللافت للجميع وجود بعض الظواهر غير المرغوبة التي قد تصل حد الإهانة في بعض الأحيان من عوائق ومشاكل يتعرض لها المقترضون في حرم المصارف، مع وجود بعض ضعاف النفوس والسماسرة الذين يحاولون دائماً استغلال حاجة الناس وإيهامهم بقدرتهم على منحهم القروض بطرق ملتوية عبر تسهيل معاملاتهم وحصولهم على القرض دون الدخول بدوامة الروتين والانتظار بطوابير طويلة لأيام وحتى أسابيع، ناهيكم عن المعاملة غير الجيدة لطالب القرض من بعض الموظفين الذين يظنون لوهلة أنهم يقرضون الناس من جيبوهم..
إحدى المقترضات قالت للوحدة: سحبت قرضاً من أحد البنوك بغية العلاج، ولولا اضطراري لما استمريت وتابعت مشواري لقبض القرض، حيث تعرضت للإهانة من أحد الموظفين بالبنك الذي أسمعني كلاماً كنت بغنى عن سماعه لولا الضرورة له، وكل ذلك لأنني حاولت التأكد من المبلغ الذي سأقبضه، وإن كان بإمكاني زيادة الدفعة لأكثر من ٣ ملايين لأحدد موعد للعلاج، ليبادرني بالقول: “إنتو ما بتنعطوا وجه”، علماً أن المسألة لم تكن بحاجة إلا لرد من دون تجريح أو حتى عدم الرد.
سيدة أخرى قالت: سحبت قرضاً بقيمة ١٥ مليون ليرة لأدفع ٦٠٠ ألف رسوم وتكاليف للحصول عليه، لأفاجأ بأنهم سيعطوني القرض على دفعات كل دفعة مليون ليرة، وأنا أسكن بقرية نائية أدفع كل يوم ٨٠ ألف ليرة تنقلات لتخصم من قيمة قرضي، وأتكلف بمبلغ مليون ومئتي ألف ليرة ستخصم للمواصلات من قيمة قرضي عدا عن الفوائد.
مواطن آخر قال على كوة أحد المصارف بعد أن عجز عن تكملة أوراق قرضه، وبعد مشوار طويل لتأمين الكفلاء ودفع مبالغ كبيرة كرسوم وغيرها من الأموال المتعارف عليها بعرف القروض لتقريب الدور وحجزه وما إلى هنالك من إجراءات فرضتها الحاجة الرعناء: لم أعد أريد القرض، فقط أعيدوا لي ما دفعت.
لا تصدقوا أن أي موظف أو حتى مواطن عادي يمكن أن يلجأ لسحب قرض قد تصل فائدته لنفس قيمة القرض إلا القليل، ناهيك عن أنه سيأكل نصف راتبه لسنوات طويلة لولا الحاجة الماسة له، فارحموه ويسروا أمره وأعينوه بلطف المعاملة، والأهم من ذلك هو وضع ضوابط عادلة مع تشديد المساءلة والمحاسبة لكل من يثبت عليه سوء معاملة المقترضين أو استغلالهم بأي طريقة.

ميساء رزق

تصفح المزيد..
آخر الأخبار