رقــم العــدد 9384
الأربعاء 10 تمـــــــــــوز 2019
أطلق عليه مركز إنعاش الريف ووجد في أحد المناطق البعيدة والتي هي بحق في أمس الحاجة لهذه المبادرة، مركز التنمية الريفية في ألتون الجرد يؤمن فرص عمل لمن هم بأمس الحاجة لإعالة عائلاتهم، كما يقدم خدمات صحية وخدمات أخرى، وفي إطار التعاون مع الجمعية السورية للتنمية يقدم المركز خدمات ومساعدات متنوعة، لإلقاء الضوء على المركز والتعريف به كان لقاؤنا مع مدير مركز التنمية الريفية في ألتون الجرد المهندس شادي حوريه حيث بيّن أن المشروع يتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بدأ عام 1980 وتم استثماره منذ عشر سنوات تقريباً، يتألف من مبنى الإدارة والديوان والصندوق بالإضافة للمستودع، كما يضم مشغل الخياطة وفيه 30 عاملة ينفذن عقود عمالية للباس العمالي الموحد، ومشغل السجاد اليدوي وفيه 23 عاملة ومشغل الصوف اليدوي والتريكو المتوقف حالياً بسبب إعداد دراسة لتطوير العمل به من خلال دورات تمكين العاملات وإيجاد طريقة لتسويق المنتجات، إضافة لمزرعة أبقار وقد قام المركز منذ فترة قريبة ببيع الأبقار الموجودة بغية التحسين وسيتم مخاطبة الجهات المعنية لتزويد المركز بأبقار جديدة، كما يوجد مبنى للروضة يستقبل أبناء العاملين بالإضافة لأبناء سكان المنطقة وبأسعار رمزية، أيضاً يوجد كتلتين للسكن مخصصة للعمال الموجودين في المركز، لكن خلال الأزمة منحت للعائلات المهجرة وتم استقبال نحو 90 عائلة، وأضاف المهندس حوريه أن المركز أمن نحو 100 فرصة عمل من خلال عقود استفادة وحسب الحاجة.
وعن بعض مطالب المركز قال المهندس شادي: المركز بحاجة للترميم إضافة لصيانة الكهرباء وزيادة ألوان مشغل السجاد إن أمكن، كذلك يعاني الموظفون من موضوع المواصلات فعدم وجود آلية لنقل العمال يشكل عبئاً ثقيلاً عليهم.
وفي جولة (للوحدة) على مشاغل المركز كانت لنا اللقاءات الآتية:
* قالت مشرفة مشغل السجاد اليدوي حسناء عثمان: يستهدف المشغل 24 عاملة خضعن في البداية لدورة مدتها ستة أشهر من قبل الشؤون الاجتماعية والعمل وبعدها انتقلن إلى مرحلة الإنتاج، وتتوقف أجورنا على الإنتاج فكل متر مربع للسجاد يقابله مبلغ محدد، يبدأ عملنا بالتأسيس للسجاد ومن ثم اتباع التصميم الموجود ويترك لنا حرية اختيار الألوان، وبعد الانتهاء يتم التسعير لتقوم الشؤون الاجتماعية بنقلها لمعرض طرطوس أو بانياس، ونوهت حسناء أن عدم وجود تصاميم للسجاد يعتبر عائقاً كبيراً في عملهم خاصة وأن العاملات لديهن خبرة كبيرة لذلك طلبت أن يتم تزويد المشغل بتصاميم مميزة وبألوان إضافية للخيوط.
* وقالت ندى إبراهيم إحدى العاملات في مشغل السجاد: يحتاج العمل هنا إلى دقة وإتقان فهناك عدة مراحل يجب التقيد بها، وأضافت: لقد أمّن لنا هذا المركز فرصة كبيرة لنكون قادرين على المشاركة في إعالة عائلاتنا، وأنا أعمل هنا منذ خمس سنوات.
* وأضافت العاملة إنعام يمان إبراهيم أن السجاد يحتاج خيوط غليظة ورفيعة وهنا نقوم بتجهيزها قبل البدء بعمل السجاد لعدم إضاعة الوقت، وأشارت إلى أنها تعمل في المركز منذ سبع سنوات ويعتبر هذا المركز هاماً جداً بالنسبة لكل عاملة موجودة فيه وخاصة أنه موجود في هذه المنطقة.
وبدورها مشرفة مشغل الخياطة ربا العامر قالت: نحن نقوم بصنع بدلات العمال الموحدة، ويضم المشغل 30 عاملة خضعن لدورة لمدة ستة أشهر عن طريق الشؤون الاجتماعية و العمل.
* كما قالت إحدى عاملات مشغل الخياطة نورمان محمود (23 عاماً): العمل هنا فرصة كبيرة لنا، خاصة أننا موجودات بمنطقة بعيدة كما أن الجو العام مشجع وفيه روح التعاون والمحبة.
* سلام سليمان(40 عاماً): العمل في المركز مكننا من تأمين دخل يساعدنا في تلبية متطلبات الحياة لعائلاتنا.
وفي لقائنا مع رئيس مركز المستوصف الصحي الدكتور زياد غانم أوضح أن المستوصف يتبع لمديرية الصحة وسُمي بمستوصف الشهيد حافظ إبراهيم ويضم المركز نحو 50 موظفاً: طبيبين بشريين و 5 أطباء أسنان و 22 ممرضة بالإضافة للإداريين والمخبريين والمستخدمين، ويقدم المستوصف فحص العلامات الحيوية وتحاليل طبية إضافة لمخبر إسعافي و تخطيط قلب كهربائي، أيضاً يوجد كرسي أسنان من أحدث الأجهزة الموجودة وتم تقديمه من قبل مديرية الصحة، كما توجد صيدلية تقدم أدوية مجانية للمرضى، أيضاً هناك عيادة للصحة الإنجابية والتي تقدم رعاية كاملة للحوامل إضافة لتنظيم الأسرة، عيادة التغذية التي تقدم (الفيتامينات وزبدة الفستق) للأطفال الذين لم يتجاوزوا العامين، كذلك يقدم المستوصف اللقاحات الدورية بالإضافة لحملات اللقاح لأن المستوصف يعتبر مركزاً ثابتاً للقاح، وأضاف : يغطي المستوصف العديد من القرى والسبب الرئيسي هو جودة الخدمة المقدمة حيث تبلغ عدد الخدمات المقدمة شهرياً نحو 1000 خدمة وهو رقم ممتاز بالنسبة للمركز، وبما أن المستوصف نقطة صحية تابعة للجمعية السورية للتنمية الاجتماعية نقوم بالتعاون مع مديرية الصحة بالتثقيف الصحي بعد عمليات رصد للأمراض المنتشرة لتسليط الضوء على طرق الوقاية والعلاج، أيضاً يوجد في المستوصف مكتب خاص لجرحى الجيش العربي السوري وأسر الشهداء يقدم خدمات ميدانية إضافة لكل ما يحتاجونه من أدوية أو أجهزة بعد رفع الطلبات لمديرية الصحة.
أخيراً أود توجيه الشكر لمدير الصحة في طرطوس لتجهيز المستوصف بأحدث الأجهزة من جهاز تخطيط القلب الذي يعتبر من أحدث الأجهزة وهو موجود فقط في المستوصف ومشفى الباسل بالإضافة لكرسي الأسنان، وبالتأكيد لنا الشرف في خدمة أهلنا خاصة أننا في مرحلة انتقالية وكلنا أمل بالمستقبل.
أيضاً التقينا بعض المتطوعين في الجمعية السورية للتنمية المتواجدين في المركز فقالت المسؤولة عن قسم حماية الطفل رقية إبراهيم: تقدم الجمعية في المركز أنشطة وأشغالاً يدوية، شطرنج، عزف، رسم، جلسات توعية، بالإضافة لقسم تعليمي للشهادتين و للمراحل الانتقالية، أيضاً قسم مساعدات عينية وطبية، كما يوجد طبيب في النقطة الصحية يقدم معاينات مجانية للمرضى، قسم التدريب المهني بالإضافة لتقديم سبل عيش وهي عبارة عن آلات (الخياطة أو الحدادة وغيرها).
وفي ختام جولتنا كان لقاؤنا مع عضو مجلس المحافظة المحامي رامي علي الذي بيّن أن المركز هو تجربة رائدة على مستوى القطر، وسمي بمركز إنعاش الريف لوجوده في قرية هي من بين القرى الأكثر فقراً في المنطقة، وأضاف: المركز يساهم في رفع سوية المعيشة وتقديم خدمات لهذه المنطقة التي تعتبر من المناطق النائية وخاصة فيما يتعلق بتأمين فرص العمل والخدمات الصحية بسبب بعدها، نتمنى تطوير هذا المركز خاصة بوجود مديرة شؤون اجتماعية متعاونة الآنسة عفراء أحمد التي تقدم خدمات كبيرة لهذا المركز.
رنا ياسين غانم