الوحدة : 13-8-2024
يخرج الفن من رحم الحب، فبالحب نصنع المعجزات.. هذا ما أكدته الشابة نور عبد الرحيم إبراهيم التي جمعت بين موهبتي الرسم والتطريز في قطع فنية فريدة من نوعها، بأسلوب عصري وأنيق لكل متذوقي الفن الجميل.
قدمت نور العديد من أشكال الرسم: مناظر طبيعية، بورتريهات، رسومات الإنمي الكرتونية، وفي ٢٠١٩ جربت رسم فن الماندالا، بالإضافة للخط العربي.. أمّا تجربتها مع التطريز، فكانت بداية ٢٠٢٠ بهدية لصديقتها بمناسبة زفافها، وكانت التجربة الأولى من دون تدريب عن طريق الانترنت وبمساعدة والدتها، استطاعت أن تصنع أول أعمالها لتتبعها بسلسلة من القطع الفنية المميزة، والعمل الجاد والطموح في هذا المجال.
لاقت أعمال نور الدعم والتشجيع من الأهل والأصدقاء، وبدأت مشوارها المهني ودعمت مشروعها بتعلم تصميم الغرافيك لتنظيم بوسترات صفحتها التي قدمت أعمالها على الفيسبوك والانستغرام.. فبات العمل أسرع وأصبحت تنجز القطع بين١٠-١٥-٢٠ يوماً حسب نوع القطعة وضغط الطلب.
مرت نور بعراقيل في عملها: بداية كان الرسم والطباعة على القماش بورق الكربون، لكن مع الوقت والخبرة تجاوزته، وأصبحت نور تتمتع بالدقة والمهارة المطلوبة للرسم المباشر على القماش مع التلوين واستلهام الأفكار لامتلاكها عين الفنانة التي تميز الجمال في كل ما تراه لخلق شيء جديد في كل مرة.. ومن المعوقات التي كانت تثير استياء نور هي طلب نفس التصميم من عدّة زبائن، مما يسبب ركوداً في العمل رغم محاولتها لإقناعهم بتصاميم جديدة، وعبرت عن ذلك قائلة: الابتكار في التصميم والإتقان هو جوهر العمل اليدوي، بالإضافة لروح الفنان التي تترك بصمة في كل قطعة، فكلما كان العمل الفني أكثر غوصاً في نفس صاحبه ازداد تأثيره على الزبون، لذلك أبذل كامل جهدي لأظهر أعمالي بإتقان وحرفية، فكل ما يصنع يدوياً هو مصنوع من القلب ويلامس القلب.. فأصعب التحديات والمتاعب في هذه المهنة هي تأمين المواد الأولية وخصوصاً درجات الخيطان وحجم القطع، فالشراء online غالباً ما يكون مختلفاً على أرض الواقع مما يؤثر سلباً في تكاليف لا تعوض، وعدم توافر المحلات المخصصة لتأمين مواد العمل واختصارها على بضع محال فقط، وبالتالي عدم استقرار الأسعار وعدم توافر المواد بالشكل المثالي، مما يزيد في سعر القطعة وانخفاض الطلب عليها.. علماً أن ما تطلبه يدوياً لا يمكن أن يقارن بالقطع المتداولة في السوق، فأنت حين تطلب عملاً يدوياً أنت تشتري مجهود وفكرة وإبداع ووقت صاحبه وهذا ما لا تستطيع أن تقدمه الآلة، فهدف المشاريع الخاصة اليدوية ليست مجاراة السوق الجاهز، وإنما تقديم قطع مميزة للأشخاص الذين يهتمون ويقدرون الفن.
ختاماً وجهت نور نصيحة ودعوة للالتفات للذات، فالله منح كلاً منّا موهبة معينة سواء بالتعلم أو بالتواصل الاجتماعي أو أياً كانت، وعلى الإنسان أن يلتفت لنفسه ويفهمها ويعرف المهارات التي تميزه عن غيره ويطورها لتكون مفتاحاً لأبواب النجاح و السعادة في المستقبل، فطموح نور يسعى للعبور عبر الحدود ويصل لخارج سورية ويلقى الدعم لتكون موهبتها جواز سفرها في كل مكان من هذا العالم.
رهام حبيب