“عشتار”.. جديد النحّاتة مها يازجي

الوحدة:8-8-2024

لم أزر مرة مركز الفنون التطبيقية إلا وأجد التشكيلية النحّاتة مها يازجي منكبّة على عمل نحتي ما.
واليوم بعد ما يقارب العقدين من الزمن، لا تزال النحّاتة يازجي بنفس الشغف، إلا أن الاختلاف اليوم، هو الدرجة الإبداعيّة التي وصلت إليها
بعدما تعاملت مع كل مواد الخام النحتية.
في آخر زيارة للمركز التقيتها هناك، تجلس في نفس ركنها بحديقة المركز، وبيدها الإزميل والمطرقة، ودارت بيننا الدردشة الآتية:
* ما هي المنحوتة التي تحضّرين لها؟
هذه المنحوتة الخشبيّة هي عشتار (إلهة الخصب) وجه عشتار المرتبط بجذور ثخينة جداً وعميقة. لكنّني لم أنته منها، فهي تحتاج لمزيد من روحي.
لم تنته بعد، ولكنها بغاية الجمال والإبداع لدرجة تكاد تنطق.
بتواضع تجيب: شكراً لدعمك.
* ما سرّ تعلقك بالخشب في الآونة الأخيرة؟
كلّ منحوتاتي مؤّخراً خشبية، أنا متعلّقة بالخشب وبالنحت عليه. ومع أنّ الخشب مادة قاسية، أشعر أنه مادة ليّنة بين يدَيّ، ما أن أمسك الإزميل والمطرقة أحسّه عجينة بين كفوفي، وأبدأ بإضفاء روحي على منحوتتي، أنّظم أفكاري، وما أريد إيصاله من رسائل لكلّ منحوتة.
كلّ أعمالي ليست مستنسَخة، وإنّما هي فكرة أو أفكار تراودني، أجّسدها برسم لخطوط أوليّة على الورق، بعدها أبدأ التطبيق على الخشب.
هذه المنحوتة اليوم/عشتار/ كأنها أمي، أحاورها، وأتكلّم معها.
هي عمل واحد ضمن خط رسمته لنفسي في آخر ثمان سنوات، ومسار ركّزت فيه على رموزنا السورية، وإرث بلاد الشام الغني جداً برموز تراثية، وإرث وطني، وأصّريت أن كلّ منحوتة من توقيعي يجب أن تحمل رسالة فنيّة تعريفية لكل العالم عن حضارتنا.
وبالنسبة لعشتار إلهة الخصب هي أسطورة، وقع اختياري عليها لإبراز الخصب الذي تشتهر به بلادنا، وهي أفضل رمز لخصوبة أرضنا، أما إحساسي بها كملكة أم، تورّث كلّ عوامل الخصوبة الفكرية الإبداعية لأبنائها.
عشتار ترمز للوطن، وهذه الجذور العميقة المتصلة بها، رمز لأبنائها المتجذرين معها في الأرض والملتصقين بها. هذه الجذور الضاربة بالعمق لا يمكن زعزعتها، وهكذا انتماؤنا وتجذّرنا بهذا الوطن لا يمكن زعزعته.
* عن خططها القريبة تقول النحاتة يازجي:
إضافة لمنحوتة عشتار، بدأتُ فعلياً بعمل نحتي يرمز لرأس شمرا (أوغاريت)، فيها الباب الأوغاريتي، والجرار الأوغاريتية النحيلة ذات الرقبة الطويلة، وبيوت أوغاريتية بنقوش أوغاريتية.
وأتمنى أن يكون لمنحوتاتي الجديدة فرصة المشاركة بمعارض هامة على المدى القريب إن شاء الله، وشكراً لجريدة الوحدة على اهتمامها الدائم.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار