الوحدة: ١٢-٧-٢٠٢٤
التفوق الدراسي عنوان منظومة متكاملة من التخطيط والتنظيم و الجهد الاستثنائي، يضع خلاله الطالب هدفه في التميز نصب عينيه.. يسعى بكل ما لديه من إرادة وعزيمة لبلوغه بدون أي أخطاء قدر المستطاع.
لابد للطالب من تنظيم الوقت وفق استراتيجية دراسة مناسبة، وتقسيم الجهد الدراسي وفق آلية تناسب قدراته وظرفه.
لأن التفوق الدراسي يحتاج إلى نفس طويل وتصميم قوي، لا يلين، وصولاً إلى حصاد وفير يتناسب مع كل هذا العناء النفسي والجسدي الذي يكابده خلال رحلة عام وأكثر، ينسيه طعم حلاوة النجاح هذا التعب، وتلك العقبات الشديدة والظروف الصعبة التي يجابهها هذا الطالب.
انطلاقاً مما سبق حازت الطالبة المتفوقة باسمة أحمد بشير على العلامة التامة في الشهادة الثانوية العلمية التقيناها لتحدثنا عن مسيرتها في التفوق:
* المتفوقة باسمة أحمد بشير حدثينا عن مسيرتك العلمية في مراحلك الدراسية الابتدائية والإعدادية والثانوية؟
منذ صغري وأنا أعتمد على نفسي في الدراسة، وأشعر بالمسؤولية تجاه ما أقوم به، وأفضّل دوماً أن أكون في المقدمة وأن أترك بصمتي في أي عمل أقوم به.
لقد بدأت سنواتي الدراسية بالجد والاجتهاد ابتداءً من المرحلة الابتدائية، الحمدلله في كل صف من الصفوف الابتدائية كنت من الأوائل، تابعت مسيرتي في المرحلة الإعدادية، ولقد زادت قدرتي على المثابرة و الإصرار على الدراسة. تفوقت وتميزت في كل صف دخلت إليه وكنت من الأوائل كذلك. وفي كل صف كنت فيه كان المعلمون يشهدون على اجتهادي وتميزي، ولم أتغاض عن أي معلومة في أي صف كان.
لقد درست واجتهدت في كل مرحلة من المراحل الدراسية، وأتقنت كل المعلومات وحفظتها جيداً.
ختمت المرحلة الإعدادية وحصلت على شهادتها بمجموع 3060/3100.
بدأت دراسة المرحلة الثانوية في مدرسة الكميت بليدي للمتفوقين.. وأشكر جداً هذه المدرسة وكادرها التعليمي الرائع والإدارة المميزة.
ولقد كان الصف العاشر والحادي عشر حجري الأساس والقاعدتين الأساسيتين للوصول إلى الشهادة الثانوية وتحقيق هذا المجموع.
* كيف قمتِ بتنظيم وقتك وساعات دراستك؟
كان تنظيم وقتي من خلال تحديد عدد الدروس التي سوف أنجزها خلال اليوم.. لم يكن يهمني عدد الساعات، بل كان همي الوحيد أن أنجز ما لدي من وظائف وتساميع.
كنت أدرس المواد الحفظية خلال فترة الصباح، وذلك لأن الذهن صافٍ وقادر على تجميع المعلومات أكثر في هذه الفترة، وكنت أدرس المواد العلمية خلال الفترة المسائية.
وكذلك ثقة وإيمان والديّ بقدراتي واجتهادي الدافع الأكبر بالنسبة لي.
فإن هدفي كان بالنسبة لي شيئاً مقدساً.. وعليّ أن أبحث عن كل الوسائل والأدوات التي تساعدني لتحقيقه… إن إصراري وعزيمتي وعدم استسلامي عند العقبات من أهم عوامل نجاحي.
ولذلك فإن عدد الساعات لا يهمّ… فإن اضطر الأمر كنت أسهر طوال الليل لأنجز ما قررت إنجازه.
* من كان الداعم الأساسي لتفوقك؟
الداعم الأساسي لي كان طموحي وإصراري للوصول إلى ما أريد.
لقد قدم لي والديّ كل ما أحتاجه ووفرا لي الهدوء للدراسة والجو المناسب كذلك.
أيضاً إخوتي لهم فضل كبير، ساندوني عند ضعفي وعجزي وجددوا طاقتي لأنهض من جديد… إني أهدي هذا النجاح إلى من أحمل اسمه والدي العزيز وإلى من كانت دعواتها سبباً لهذا النجاح والدتي الغالية.
وكذلك أهدي نجاحي لروح جدتي رحمها الله والتي بقيت روحها ودعواتها ترافقني طوال مسيرتي في البكالوريا… لقد حققت أمنية جدتي وهي من أرشدتني إلى النجاح والتفوق وعائلتي هم من أيقظوا الهمم بأقوالهم وأفعالهم.
ولن أنسى المعلمين كافة… فهم دليل الخير إلى العلم والنور والمعرفة.. هم من مهدوا السبل إلى المعرفة وسخروا المعلومة طوعاً لكل طالب..إنهم بحق بناة الأجيال.
ومدرستي الرائعة التي قدمت لنا أفضل ما نحتاجه للوصول إلى هذا النجاح.
فالطموح لا يتوقف بل الاستمرارية هي النجاح… النجاح لا يتوقف على شهادة بل يكمن في مواصلة الجد ومواصلة العزيمة والمتابعة والمثابرة.
* ما هي طموحاتك للأيام القادمة؟
أحلم منذ طفولتي بأن أكون طبيبة ولقد كان أبي قدوتي في ذلك.
وكما قال أمير الشعراء:
قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
وإن شاء الله سأدخل إلى السنة التحضيرية وأدرس الطب البشري.
ولن ننسى وطننا الحبيب، فالوطن هو المحبوب الأكثر رسوخاً في وجدان الإنسان، وأقدم جزيل الشكر للسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد على مباركتهما لنا، ونحن نفتخر بهما وبهذه المباركة الرائعة.
* ما هي الكلمة التي توجهينها للطلبة؟
أدعو جميع الطلاب إلى الاهتمام بدراستهم، وعدم التهاون ليكونوا من الناجحين بل من المتفوقين.
فما من إنسان يتوانى في عمله ويتهاون في دراسته إلا وكان ذلك وبالاً على مستقبله.
فقد قيل: ما تزرع تحصد ..فازرع ما تحب أن تحصده.
وأدعوكم كذلك إلى ترك اللهو وإضاعة الوقت، لأنكم لن تنالوا منهما إلا الحسرة والندامة.
أتمنى لكم النجاح في الدراسة والحياة والسعادة والهناء.. ودمتم بخير.
وختاماً: لن أنسى أعمامي على ثقتهم الكبيرة وفرحتهم بنجاحي.
نور محمّد حاتم
تصفح المزيد..