العدد: 9377
1-7-2019
وأنا أتابع المباراة النهائية لكأس الجمهورية، وتحديداً بعد أن فقد فريق الوثبة لاعبين بالطرد تكونت في ذهني قناعة بأن هذا الفريق سيحمل الكأس في النهاية للمرة الأولى في تاريخه، فأن تصمد لأكثر من 40 دقيقة بتسعة لاعبين أمام فريق مكتمل الصفوف، ثم يتصدى حارس مرماك لركلتي جزاء ترجيحيتين ويسجل هدف اللقب فهذا يعني أمراً واحداً هو اللعب بكل تفان وإخلاص ونكران للذات لقميص النادي الذي تدافع عن ألوانه وفي النهاية فقد لعب الوثبة بأوراقه الرابحة التي لم تخذله ولم ينهار بل كان نداً قوياً للطليعة، وعرف كيف يذهب بالمباراة لركلات الترجيح فحصد إنجازاً كبيراً يحسب لهذا النادي المجتهد ولإدارته الحكيمة ولاعبيه المخلصين ومدربه القدير (الحالي) رافع خليل و(السابق) عمار شمالي الذي اختار مجموعة اللاعبين وزرع البذرة الصالحة ليكمل زميله مشوار الحصاد وقطف الثمار . . لكن كل هذا لا يبخس أبداً حق نادي الطليعة الذي قدم هو الآخر أداءً متوازناً وكان قريباً جداً من التتويج لولا افتقاده للمسة الأخيرة أمام المرمى، فيما تسلح الوثبة بالإرادة القوية والتصميم الكبير وثقافة الفوز واللياقة البدنية العالية وعدم تأثر منظومته الدفاعية بغياب لاعبين مهمين في الخط الخلفي، ولا شك أن حنكة المدرب المجتهد رافع خليل الذي رمى بأوراقه على أرض الملعب ونجح في الوقت الإضافي بمنع منافسه من التمادي بالضغط على فريقه ونجح بحماية منطقته بل والسيطرة في أوقات عديدة . . هذا الرجل يستحق كل التقدير بعد أن سجل اسمه كأول مدرب يحقق لقباً رسمياً للنادي . . بالمحصلة وبغض النظر عن المستوى الفني الغائب كما معظم مباريات فرقنا المحلية فقد ثبت لنا جلياً بأن الروح القتالية هي الأساس في تكوين كرتنا، كانت وستبقى كذاك شئنا أم أبينا ولكن: ماذا بعد؟ المشوار يجب ألا ينتهي بل أن يبدأ من الآن، فأمام الفريق عمل كبير ليس فقط لتحقيق الحضور اللائق في الموسم المحلي القادم بل لكي يبصم بقوة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وهو الذي سيكون ممثلنا فيها لأول مرة، وهذا ما يفرض على إدارة النادي بذل المزيد من الجهود لتحضير فريق قوي ومتمكن وتعزيز تشكيلته بالمزيد من العناصر المؤثرة، ولا شك أن إدارة النادي الحمصي قادرة على تحقيق الظهور المشرف المطلوب وهي التي حصدت ثمار إخلاصها في عملها وتخطيطها الصحيح، والأمل بأن يكون الوثبة آسيوياً أفضل ممن سبقه من الأندية السورية في تجارب السنوات الطويلة الماضية.
المهندس سامـر زيـن