(تحولات الرأي العام الغربيّ في مواجهة نفاق سياسات الدول الغربية)…لقاء حواري مع د. بثينة شعبان في جامعة تشرين

الوحدة:6-6-2024

نظم الاتحاد الوطني لطلبة سورية لقاء حوارياً في جامعة تشرين مع المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية العربية السورية د. بثينة شعبان بعنوان (تحولات الرأي العام الغربيّ في مواجهة نفاق سياسات الدول الغربية)، تحدثت من خلاله د. شعبان عن التطورات الحاصلة في العالم ككل، والتطورات السياسية في المنطقة، بالإضافة إلى تغير الرأي الغربي حول ما يحصل في الشرق الأوسط عموماً وفلسطين خصوصاً.
حيث بدأت د. شعبان حديثها حول طوفان الأقصى وكل ما جرى بعد السابع من تشربن الأول من خلال نظرة مختلفة أسمتها (السياق) وهذا يعني البيئة المحيطة بالحدث ولا تعني مفردات الحدث، فكل شأن بالحياة له سياق وأخطر ما يمكن أن يحدث لأي شأن هو إخراجه عن سياقه النصي الذي يجعلك تفهم من خلاله.
وطوفان الأقصى يعد أول اختراق لحواجز العدو ووصول المقاومين الشجعان إلى مواقعه وأسر عددٍ من جنوده وسكانه، ولكن الأهم من ذلك هو ما أعلنته المقاومة الفلسطينية بأن هدف هذه العملية هو تبييض السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين، أي إطلاق سراحهم من رجال ونساء وأطفال، فهذه العملية أتت بعد سبعين عاماً من الاحتلال الصهيوني لفلسطين، بعد ذلك بدأ العدو الصهيوني يلفق الأكاذيب حول أعمال المقاومة كاتهامهم باغتصاب النساء وقطع رؤوس الأطفال، وهذا لا أساس له من الصحة، وإنما الكيان الصهيوني هو من فعل هذه الجرائم، فلم يشهد العالم قبل هذا الكيان قوةً تستهدف مستشفيات وجرحى وعلماء وإعلاميين وأطباء ومفكرين وتهدم بيوتاً فوق رؤوس أصحابها. فاستهداف الصهاينة كان واضحاً ومركّزاً لجميع ما ذكر سابقاً، وبعد هذا كله بدأت أكذوبة المفاوضات والمطالبة بهدنة وتبين أن جميع أعمال إسرائيل متعمدة، ولا تريد إيقاف الحرب، وإنما تريد أن تمضي فيها حتى النهاية وكل الجلسات التي عقدوها في مصر وقطر لم تغير شيئاً، فنتنياهو صرّح أن إخراج الأسرى لا علاقة له باستمرار الحرب، كما أن الفرق كبير بين الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين، فالأسرى في السجون الإسرائيلية ينكل بهم ويعذبون ويقتلون ولا أحد يسمع بأسمائهم. أما الأسرى الإسرائيليون، فجميع العالم يتكلم بهم.
في سياق متصل بينت د. شعبان أن الغرب لم يستعمر بلادنا عسكرياً فقط وإنما فكرياً، فقد أنبت أدباً يدرس للعرب ليقول إنه هو السيد وأنهم ليسوا
جديرين بالحياة التي يعيشها هو، وللأسف أن بعض المفكرين العرب ينالون جوائز تخلق لديهم عقدة النقص هذه، ويصب هدفهم استرضاء الغرب وتغيير ثوابتهم وأفكارهم.
وأضافت د. شعبان: هل يعقل أن يقتل آلاف الأطفال والنساء والأبرياء ولا أحد يستهجن أو يرد على ذلك، فهذا يعني أنهم حقاً لا يعتبروننا بمستواهم، بينما عندما قتل ثلاثة من المسعفين الغربيين استنفروا على اثنين منهم، أما الباكستاني لم يعنهم شيئاً. فالمهم عندهم من ينتمي للغرب والمقاومة هي استراتيجية وانتماؤنا لها استراتيجي أيضاً، وقد كان هناك دول عربية دعمت المقاومة كسورية والعراق واليمن ولبنان، ففي الوقت الذي كانت المقاومة الفلسطينية تقاتل داخل فلسطين كانت جميع أنواع الأسلحة تتدفق إلى إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية، من هنا يجب أن نميز بين ما يقوله الغرب وبين ما يفعله، كما أن الغرب الذي يدعي الديمقراطية يحاسب كل من يقول إنه مع القضية الفلسطينية، ويستجوب جميع رؤساء الجامعات بسؤال واحد (هل أنت مع أم ضد القضية الفلسطينية) كما أنه يقمع جميع من يتعاطف مع الشعب الفلسطيني، فردود الأفعال قاسية جداً ضد الطلاب الذين قاموا بمظاهرات سلمية طالبوا فيها بوقف المجازر والقتال في فلسطين، ولكن هذا الحراك هل سيخلق جيلاً ومستقبلاُ غربياً مع القضية الفلسطينية ويؤيد الحق العربي والحقوق في العالم كله، أم أن هذا الأمر يحتاج إلى عمل من أصحاب الحقوق، فالعرب لديهم جاليات محترمة في بعض دول الاغتراب فهل تُستثمر هذه الجاليات لصالح القضية العربية؟ وهل هناك آلية عمل لاستثمار هذه الجاليات؟.

بتول حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار