الوجه الأزرق للحبّ

الوحدة :3-6-2024

في بعض العلاقات الزوجية، يكون أحد الطرفين مثيراً للنزاع، بينما يلعب الآخر دور الإطفاء، وربما يكون الطرفان يعانيان مشكلة عدم القدرة على التواصل بشكل جيد، لكنهما يشعران بأن وجودهما معاً كفيل بحل المشكلة أياً كانت حدة الانفعال.

وقد يكون لدى أزواج آخرين استراتيجيات أخرى لحل النزاعات، غير أن هذا الشعور الغامض بالقدرة المشتركة على كبح أثر النزاع، هو ما يسميه علم النفس (بالملائمة غير الواعية).

وبينت دراسات أنه لكل منا صفات وراثية موجودة في ما يسمى (الطبعة الزرقاء)، وهي الشيفرة الوراثية الموجودة في الجينات، وتتكون هذه الطبعة من الصفات الموروثة مضافاً إليها تلك الصفات التي اكتسبها الطفل خلال مراحله الأولى: مثل كيفية التواصل وحل المشكلات والتعبير عن العواطف.

ولكل منا القدرة الخفية على مسح الطبعة الزرقاء للآخر الذي نشترك معه في علاقة عاطفية قريبة، وفي علاقة الحب تبين أن الطبعة الزرقاء لدى كل من الطرفين تكمل الأخرى، وهذا ما يفسر وقوع أحدنا في حب شخص دون الآخر .

يقول الخبراء: إن الشخص عندما يعشق، يكون قد رصد خريطة ملائمة في الطبعة الزرقاء لشخص ما، وهذا لا يعني التشابه في الطبعتين بل إن نقاط الاختلاف قد تكون أكثر جاذبية من نقاط التشابه، فالمعروف أن المتضادات تتجاذب ووفق قاعدة المتضادات نفسها يقول الخبراء إن الوقوع في حب شخص مختلف، ينبع من الرغبة في التعلم والاستفادة من مهارات وقدرات غير موجودة لدى الشخص نفسه.

إن الحبيب المثالي هو الشخص الذي عاش تجربة مماثلة، ولكنه طور مهارات واستراتيجيات مختلفة في التعاطي مع المشكلات التي انبثقت عن تلك التجربة، وبالتالي فإنه سيكون مختلفاً في التعاطي مع المشكلات التي تحدث في المستقبل.

ومن الأسرار التي تتضمنها شيفرة الطبعة الزرقاء موضوع الشعور بالأمن، فقد تقع فتاة في حب رجل أكبر منها سناً وأكثر منها تجربة، أملاً في أن تحصل على حياة ملؤها الحكمة والأمان، وفي المقابل قد تقع فتاة في حب رجل لعوب لأنها تريد رجلاً يخلصها من ثقل الشعور المتزمت بالاتزان، النابع من تجربتها الذاتية.

 

لمي معروف

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار