قصة نجاح عمرُها ربع قرن المهندس المغترب بسام مهنا: – تصميم الحدائق والزراعة التزيينية لها سوقٌ رائجة في الخليج.. – هذه نصائحي للجيل الجديد من الشباب المغترب..

الوحدة :19-5-2025

(قصة نجاح) عبارةٌ لها وقعُها على السمع..(كلمتان) فيهما إصرارٌ، ودهشةٌ وتألق لأشخاص قرّروا، وسعوا، وانطلقوا، وتعبوا حتى تكللت مسيرةُ تعبِهم بالنجاح المستحَق..
غربة، وسفر، واستثمار، والتقاط لفرصةٍ ما مناسبة..
أوراقٌ نقلّبها مع المهندس بسام مهنا خرّيج كلية الهندسة الزراعية في جامعة تشرين، والمغترب في المملكة العربية السعودية منذ أواخر القرن الماضي.
وهنا نشير إلى أنّ مادفعه لحياة الاغتراب هو شغفه بتحقيق النجاح في المهنة التي عمل بها وأحبها، والتي تنطلق من
فكرة الزراعة التزيينية وملحقاتها، والتي تعطي جماليةً من نوع خاص للأماكن السكنية من فلل، ومجمعات تجارية، وقصور، وأماكن سياحية وترفيهية وساحات الخ..
وهذا ما وجده في مؤسسة مقاولات تعنى بهذا المجال،
خاصةً وأنّ الخليج، بتكوينه العمراني واتساع مساحته، يحتاج لأيّ فكرة مميزة تعطي له مساحات أو لمسات من إبداع أخضر بشكل تزييني متقن
و(هكذا كان).
غادر اللاذقية وفي ذهنه النجاح، وشغف النجاح وليس سواه، مقروناً بالثقة والتصميم:
تصاميم مبتكرة لحدائق فيها كل أنواع الخضرة التزيينية والأشجار الملائمة لطبيعة المنطقة، وأفكار ورؤى مدروسة وقابلة للتطبيق مادامت الإمكانات متوفرة، والرغبة موجودة في خلق مشهد جمالي للمباني والساحات ضمن مدينة جدة أو باقي المدن..
* أما آلية العمل، كما يقول المهندس مهنا، فتعتمد على تنفيذ بنية تحتية للموقع من خلال القيام باستصلاح التربة وجعلها قابلة للزراعة بوضع ما يُسمّى ب(العزل الملحي)، ثم نقل تربة جديدة، وفرشها فوق العازل الملحي، مع أعمال ميكانيكية كتمديد الكهرباء، والريّ الأوتوماتيكي، أيضاً تصميم وإنشاء مسابح، وممرات، وخدمات أخرى داخل هذا الموقع…
وتتمّ زراعة أشجار ونباتات متنوّعة واسعة الطيف والمناسبة لكل منطقة حسب درجة الحرارة والرطوبة وتوفر المياه وتكون هذه النباتات من إنتاج محلي أو مستورد من خارج منطقة الخليج، إلى جانب تأمين أنواع من الأسمدة العضوية، التي يتمّ استيرادُها مِن مختلف أنحاء العالم (هولندا، مصر، الأردن، سورية، شرق آسيا، الأكوادور..).
طبعاً في دولة كالمملكة العربية السعودية، سوف تجد في طبيعتها وفي مناخها تنوّعاً هائلاً، أيضا ستجد خصوصية في التنوّع النباتي، حسب كلّ مناخ لكلّ منطقة: الرياض/مناخ جاف،
جدة والدمام/ مناطق رطبة جداً،
أبها والطائف وجيزان/ باردة ورطبة..
ونعتمد في عملنا على الدقة في وضع تصاميم مناسبة والقيام بأعمال التنفيذ بأفضل المواصفات.. بدءاً بالتصميم ثم التنفيذ وبعد ذلك الإشراف على الصيانة بشكل مستمرّ..
* وعن المغترب السوري في الخارج يضيف بأنه مطلوب ومرغوب فهو يتميّز بالالتزام، والصدق، والتفاني في العمل، والرغبة في النجاح.
وعموماً فالإدارة فن، وهي موهبة تُخلق مع الإنسان،
كما أنّ النجاح في أيّ عمل، يحتاج دوماً لملاحقة كلّ جديد يظهر، مع آخر الابتكارات الخاصة باختصاصه حول العالم من خلال البحث في كافة الوسائل المتاحة للوصول لكلّ جديد في عالم المعرفة…
أيضاً النجاح يتطلّب بناءَ شبكة علاقات متينة وقوية..
* أما عن (حياة الاغتراب)، فيؤكد أنَّ الاغتراب ليس هو الحل الجذري أو السحري، وهو قد يحلّ بعضَ الأمور وليس جميعها،ومع ذلك فهناك دائماً معادلة تقول: المتوفر في بلدك لن تجدَه متوفراً في الغربة، وأيضاً ما هو متوفر في الغربة لا يمكنك الحصول عليه في بلدك.
صحيح أنك في بلاد الاغتراب تجد المال، والوفرة في فرص العمل، للناجح وليس لغير الناجح، لكنك بالمقابل تخسر مجتمعَك والحياة الحميمية الاجتماعية، وأيضاً تخسر كلّ ماتعوّدت عليه قبل السفر والاغتراب..
* أما النصائح التي يتوجّه بها للجيل الجديد، الذي يحبّ تجربة العمل في الخارج، فأول هذه النصائح أن يمتلك فنون وطرق التواصل المتعددة ومنها أن يكون معه لغة. اللغة لسانٌ آخر وشخصية أخرى لكلّ ناجح وطموح، لأنها تسمح له بالتواصل والاحتكاك مع الحضارات الأخرى والاستفادة منها..
أيضاً التركيز على علوم البرمجيات والمعلوماتية،
وتقديم أفكار مبتكرة ومدهشة تلاقي صداها المطلوب لدى المتلقي.
ومن المهمّ عدم الاستعجال على النجاح، والصبر ثم الصبر في السير خطوة خطوة، ولكن أن تكون خطوة الواثق..
* عن أنجح الاستثمارات وأكثرها ديمومة فيشير، بغبطة، إلى ذلك الاستثمار العظيم بالأولاد، الذين يجب تركُ الخيارات التي تخصّ مصيرَهم، لهم وحدَهم، مع الوقوف إلى جانبهم ودعمهم بخطوات نجاحاتهم التي اختاروها هُم بأنفسِهم..
وفي الختام عرَضَ (المهندس مهنا) تقديم خبرته ومشورته في مجال اختصاصِهِ لأية جهة رسمية أو غير رسمية..

جورج إبراهيم شويط

تصفح المزيد..
آخر الأخبار