الوحدة : 15-5-2024
يبدو أن الثوم هذا العام غير مستعد للتخلّي عن عرشه العاجي سعرياً، فكما هو متعارف بالماضي، هذا الشهر هو الموعد الحقيقي كي يدخل الثوم إلى منازل الجميع بأريحية مطلقة، كونه يخرج من ممالكه في سهل الغاب ودرعا والكسوة ومناطق أخرى تشتهر بزراعته وهو فتيّ.
في السابق، كانت تأتي قوافله عبر الشاحنات تستريح قليلاً في سوق الهال ثم يبدأ أصحابه (وما أكثرهم) بغزو الأسواق والحواري كلٌ على طريقته، فيستمر هذا المسلسل لنحو شهر وأكثر قليلاً، وأسعاره تُرضي الله والعباد، لكن هذا العام كانت زيارته خجولة جداً لم تصل الأسبوع، وقعت عليه أسعار لا تناسب الكثيرين، علماً أنه (فريك) نحو ١٤ ألف ل.س، لكن صاحب الحاجة اليوم ليس أرعن، فهو يأخذ ما يكفيه لجولة واحدة من الطبخ أي بحدود بضع حبات مع الذيل الأخضر، وهذا منذ نحو عشرة أيام، لكن أسعاره قفزت الآن لنحو ٢٥ – ٣٠ ألف ل.س، وهو شبه ناضج، واجهه النفور والامتعاض الواسع، وبحسبة طبيعية وبعد إزالة جسمه الأخضر وتعريضه لحمّام شمسي بسيط يُصبح قريباً جداً من الثوم القادم من خارج الحدود .. لكن هناك أسئلة مشروعة متداولة، أين الكميات الهائلة والتلال التي كنّا نراها كل عام خاصة في ساحات سوق الهال يستريح أصحابها بظلّها؟ لماذا أسعاره تقفز بلا حسيب أو رقيب؟ مع تأكيدات بأنه يُستجر من المزارعين بأسعار طبيعية تناسب الجميع.
هامش: هناك من ينتظر حصّته من ثوم صلنفة المشهور ذو التيلة الصغيرة والأكثر قابلية ليكون (مونة).
سليمان حسين