الوحدة :13-5-2024
بعد أن اتسعت المسافة في استلام رسالة الأسطوانة الزرقاء، بدأ وبشكل فعلي التفكير بتدابير اقتصادية منزلية تخفّف من حدّة هذه المدّة والتجنّب قدر المستطاع من تأثيرها على الوضع العائلي، عبر الحدّ من التشغيل الطويل والطهي على الغاز، وبالتأكيد مع الابتعاد عن وجبات السوق الجاهزة (غير اللذيذة!)، فقد أصبح صوت تدحرج الأسطوانة يُطرب الأسماع في الحارات ويدغدغ المشاعر فيتم بالّلاشعور تفحص برنامج (وين) والعدّاد الضامن لوقت ودور الاستلام .. أيام طويلة لا يشفع لها أي برامج تقنين عائلي بتخفيف الاستخدام ، أمّا الوصول إلى أسطوانة عبر (الحرّ) فهو مغامرة حقيقية عقوبتها بحجم الراتب .. لكن البحث عن استراتيجيات التقنين القاسي هو أفضل الوسائل، حيث يبدأ من اختصار عمليات الطهي والاكتفاء بطبخة واحدة باليوم، والبحث عن الطعام الذي لا يحب النار كثيراً، وإصدار أوامر و “فرمانات ” عائلية بضرورة الابتعاد عن مشروب المتة وتشغيل فحم الأركيلة، وهذا يقودنا مباشرة إلى استراتيجية حياة القرى والاعتماد على مواقد نار الحطب ولذّة الطهي الحرّ هناك – إن تركت المدافئ ما يفي بالغرض بعد صراع بارد وطويل مع (مازوت التدفئة) .. أمّا لمستخدمي الطبّاخ الكهربائي وأشباهه فقد وقع عليهم ما وقع على الأسطوانة، وتقلّصت عمليات الوصل الكهربائي الداعم لعمليات الطهي لتوفير الغاز، حيث كانت الساعة ونصفها تكفي للطبخ بحرية مطلقة وتسخين إبريق المتّة لمرّات عديدة، لكن في نهاية المطاف نجد أن الاستراتيجيات الداعمة لعمليات التوفير تآكلت، ولم يعد هناك مساحات صالحة كبدائل مساعدة، سوى طعام الحواضر المنزلية عبر لفّات الّلبنة والزعتر مع البندورة التي تنوب عن زيت الزيتون (قاهر الجيوب)، لكن هذه الأشياء لا تمدّ الجسم بالكثير من الغذاء والطاقة خاصة بما يخصّ الأطفال .. نأمل الفرج القريب لكل المعوقات.
سليمان حسين