الوحدة : 5-5-2024
تحضيراً للمواسم المقبلة وخاصّة الحمضيات، وبعد أمطار وفيرة وغزيرة سبّبت النمو الكثيف والمضاعف للغطاء النباتي، فقد أصبحت مستلزمات هذه الفترة بالنسبة للمزارعين من أصعب المراحل قاطبة، من حيث أدوات مكافحة الأعشاب الضارّة وتجهيز التربة تمهيداً لعمليات الري، وما يلزم من أدوية زراعية ووقود للآلات المستخدمة ، حيث أصبح هذا الأمر غاية بالصعوبة إبان هذه الفترة، حيث كان المزارع سابقاً يلتف على أوضاعه العامة لتأمين الوقود بصعوبة، لكن ما حصل من ارتفاع على أسعار المحروقات وكذلك المدّة الزمنية الطويلة لاستلام المخصّصات وضعت عبئاً آخر على سُلم المعوقات، وأصبحت عمليات تنظيف الحقول من أصعب المراحل على حدّ زعم المزارعين، فبات سعر عبوة المبيد العشبي أكثر من ١٥٠ ألف ل.س، وسعر ليتر البنزين نحو ٢٠ ألف ل.س، وأجرة حراثة الدونم الواحد نحو ١٢٥ ألف ل.س، وأسعار السماد تقارب الخيال هذا (إن وُجد)، أضف إلى ذلك الأجور المرتفعة في عمليات التقليم، وصولاً إلى الري والآثار المرافقة لهذه العملية كتأمين المياه عبر المضخّات وانتظار برامج خطوط الري التي لا تُرضي الجميع، وبالنهاية يُصبح المزارع ضمن حلقة من الحصار الجائر قد يشارك فيها الطقس وغضب الطبيعة، فيقضي على حزمة الآمال التي ينتظرها طيلة العام، فوصول الموسم إلى النضوج وتعويض المصاريف ترافقه الأوجاع العديدة، تبدأ من عملية أُجور القطاف والتسويق والتعبئة والنقل، ليبقى مزارع الحمضيات داخل طريق مفروشة بالعقبات ليجد نفسه في نهاية الأمر خارج نطاق الربح وضمن الخسارة الأكيدة، ليعود إلى التفكير الشرعي المحق بعدم الاستمرار، والاتجاه نحو سياسات زراعية أخرى قد تلبّي طموحه.
فهل نشهد وبعد انتظار طويل ولادة مؤسسة خاصة بالحمضيات فقط، تشبه (المؤسسة العامة للحبوب)، تقوم بإرشاد المزارعين وتزويدهم بالمستلزمات الخاصّة خلال مراحل النمو، من أدوية ومبيدات وسماد وعبوات وتأخذ على عاتقها استلام ونقل المحصول إلى مستودعات وبرادات خاصّة، تعمل على كسر حلقات الوساطة، وتتفرّد بتوحيد الأسعار على كافة الأصناف، تكون هي الضامن الرئيسي للحقوق ومردود الإنتاج المادي، وتتكفّل بالتعويض عن الخسائر والكوارث التي تصيب المحصول بالمجمل؟.
سليمان حسين