سعدي الشيرازي.. شاعر الإنسانية الفارسيّ في أوروبا

الوحدة 20-4-2024

21 نيسان، إحياء ذكرى سعدي الشيرازي، أحد أعظم الشعراء ورُواة القصص في الأدب الفارسي، وُلد عام 1200 وتوفي عام 1292.
في إحدى أشدّ الحقب اضطراباً في التاريخ الإيراني، القرن الثالث عشر، غادر سعدي مسقط رأسه شيراز إلى بغداد، وجاب مشارق الأرض ومغاربها. ورغم كثرة الاضطرابات والعنف في عصره، إلا أنّه كان يحدوه الإيمان والأمل في البشر، وشغلت القيم الأخلاقية حيّزاً كبيراً من كتاباته، واهتمّ بغرس السمات النبيلة لدى قرّائه.
تبوّأ سعدي الشيرازي مكانةً ساميةً على مرّ العصور في العالم أجمع، فطافت أشعاره العالمَ محَمَّلةً بالحكمة والموعظة والمثل الإنسانيّة التي تصلح لكلّ زمانٍ ومكانٍ.
أسّس سعدي في كتابيه، “البستان” و”جولستان” مدينةً فاضلةً لهداية النفس البشرية، مما جعل الفرس حتى يومنا هذا يدرجون مقاطع منها في الكتب المدرسية كمقدمةٍ لتعليم الطلبة على الخلق القويم والآداب السمحة. تحدث عن العدل والإحسان والعشق والتواضع والقناعة والتربية والتوبة والمناجاة بعيداً عن الشرور والجهل والظلم والكره والحسد والتكبّر والموبقات.
يتميّز أسلوبه بالبساطة، ويتناوب بين الجدّيّة والفكاهة،
والعديد من الأمثال الإيرانية مقتَبَسةٌ عن سعدي.
من إيران انطلق صوته مخاطباً البشرية كلّها، فحطّت أعماله رحالَها في مكتبات الهند وباكستان وأفغانستان وتركيا والعراق وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وتُرجمت إلى لغاتٍ كثيرةٍ، وكانت موضوعاً للدراسة في كبرى الجامعات.
أثّر سعدي الشيرازي على الكُتّاب في عصر التنوير والعصر الرومانسي في فرنسا وخارجها، من القرن السابع عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر. ويُعتبر أول شاعرٍ فارسي يحظى بشعبيةٍ في أوروبا.
تأثّر لافونتين بهذا الشاعر الإيراني العظيم.وأُعجب فلاسفة عصر التنوير بأسلوبه وإنسانيّته وروحه العقلانيّة، من أمثال: ديدرو، فولتير، غوته، فيكتور هوغو، مارسيلين ديبورديس فالمور، أندريه،لويس أراغون، بيوتر فيازيمسكي، هنري دي مونثرلانت.
الجدير بالذكر: أن أبياته عن وحدة البشر تزين السجادةَ الفارسية في مركز الأمم المتحدة.
آدميون نحن ولنفس الأصل ننتمي فكيف نهنأ بالعيش والغير يألمُ
ما استحقّ الحياة من يرى أخاه يشقى وهو بالملذّات والخيرات ينعمُ”.

د. منال أسعد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار