الوحدة : 17-4-2024
أقيمت في دار الأسد للثقافة والفنون باللاذقية، محاضرة للأديب والشاعر نعيم علي ميا، عضو اتحاد الكتّاب العرب، تحت عنوان: (الأدب والطبيعة)، تحدث من خلالها عن علاقة الإنسان ببيئته وارتباطه الوثيق فيها بشكل عام ثم انتقل بعدها للحديث عن العلاقة الخاصة بجماليتها وانسيابيتها بين الأديب والطبيعة حوله من حيث التناغم والانسجام الكامل بينه وبين مفردات الطبيعة ومكوناتها، كما وصف الشاعر جمالية هذه العلاقة بين الكلمة والطبيعة عبر مراحل الأدب على اختلاف تاريخه وتنوعه، حيث دون الأدباء والشعراء في الكتب والدواوين سحرها وجمالها بما يختزل احاسيسهم ومشاعرهم.
وعلى هامش المحاضرة، الوحدة التقت الأديب والشاعر نعيم علي ميا فحدثنا عن محاور محاضرته وعناوينها الرئيسية، قائلاً:
العلاقة بين الإنسان والبيئة التي تُمثّل الطبيعة المحيطة به بكل أحوالها تُعدّ علاقة متداخلة لا يمكن انفصالها وكل منهما يؤثر بالآخر.
الأديب الذي يظل جليس بيته بعيداً عن الناس لا يمكن أن يخلق نصاً نابضاً بالحياة، فالقارئ ينتظر من الكاتب أن يعبّر عمّا تجيش به نفسه من آلام وآمال. فالحياة كتاب.. والأدب يجب أن يكون من وحي الحياة ومن الأهمية بمكان أن نعيش الحياة لنكتب آيات الوجود لا أن نترك الحقيقة ونبحث عنها في الخيال.
وتابع الأستاذ نعيم: الكتاب يُكمل معرفتنا بالإنسان والطبيعة وإننا على يقين بأن الإنسان نظر إلى الطبيعة فتعلّم منها الحياة والعلوم والجغرافيا والشعر والرسم إذ بهرته تضاريسها وألوانها فرسم… وسحرته المرأة بطيفها فكتب شعراً لأنه أدرك العلاقة بين المرأة والطبيعة… فالطبيعة تجد في المرأة ظلّها وجمالها، وليس لنا أن نبتعد عن الأدب الأندلسي الذي وصف الطبيعة وجمالها الوسنان دون المبالغة في الوصف ولا المثالية بل إننا نجد أن الواصف ينتبه لما لا يُؤبَه به عادة كانحناء السنبلة التي يستخرج منها حكمة وبذا نجد الأديب ينظر إلى الطبيعة نظرة الحكيم الذي يتأمل الطبيعة وتستهويه بسحرها لأنه يعشق الطبيعة البريئة البعيدة عن التصنُع والتكلف فنراه يهوى الغابة أكثر من البستان وشواهق الصخور أكثر من أسوار الحصون لذا نجد الشاعر يقودنا بقصيدته إلى كونٍ استعاري خالص يستوعب الشاعر، فالأدب شرح تفاصيل الحياة بمشاعر رقيقة تترجمها الكلمات وهو قارب لا يأخذنا إلى الضفة الأخرى للنهر بل يأخذنا لكي نأخذ استراحة قصيرة من ثقل الحياة المادي وضجيجها ولكي نعود إلى إنسانيتنا التي يُظهرها الأدب.
الكلمة قوام الأدب ولولاها لم يكن شيء مما كان.. والأدب خلاصة عقول الأمم كما هو العطر خلاصة تقطير الزهر.
ريم ديب