الوحدة: ١٠-٤-٢٠٢٤
أولاد وأمهات تجمهروا أمام أبواب جمعية البر والخدمات الاجتماعية باللاذقية لانتقاء أثواب العيد. (حلا) تطير بثوب عيد نقبت عليه كثيراً بين أكوام وأرطال من الأثواب الجديدة التي فاضت بها غرف الجمعية الأربع لتساعد والدتها في البحث عن بنطال لأخيها الصغير، آلاف من الأرامل والأولاد، ومن طرق باب الجمعية بسؤال وحاجة لم يخب لهم الرجاء في جمعية البر والخدمات الاجتماعية الخيرية، والتي لطالما أهدتهم ثياب العيد في كل عام ومنذ بدايات العمل فيها.
شوارع المدينة وأسواقها الشعبية وساحة الشيخ ضاهر تزاحمت فيها الناس لأجل أثواب العيد وألوانه والتي فرشت على الطرقات لينادي عليها صبيها (صارت ب35 ..تعى قرب أوكازيون). وتنبثق الأصوات وتتعالى هنا وهناك، فتقف صغيرة أمام عربة مثقلة بأساور وزينة شعر وأمها التي سبقتها ترجع لتنكب بالبحث عنها فتجدها قد وهجت يدها بأساور ذهبية والبائع يجهر بقوله: بعشرة آلاف ليرة، لتبتسم الأم وتقول: وربطات الشعر هذه يطربها صوته ب5 آلاف لتلتقط يد ابنتها وتجرها وهي تتمتم (عندك منها)، والصبي ينتظرهما أمام طاولة شاب فرشها بالألعاب البلاستيكية وقد تعلقت عيناه على بارودة ب35 ألف ليرة فقط كما قال بائعها وأخته تسأل وهذه اللعبة ؟ يجيبها ب30 ألفا فتصرخ الأم بولديها: دعوها لنأتي بثياب العيد أولاً، وتجرهما بقولها الذي لطالما بدد فرحتهما (الجمل بفرنك وما معنا فرنك). لتخرج من السوق كما غيرها من الأمهات والفتيات اللواتي تجولن بالسوق، ويخرجن بلا حمولات أو أكياس.
لكل سوق ناسه ويرى فيه حاجته التي يرغبها وحسب استطاعته ومقدرته، فهناك ما يفوق سعر الملابس والأحذية فيها مئات الآلاف وأخرى بالعشرات، ولا يستطيعون إليها سبيلاً إلا البعض، وترى خارج الأسواق وعلى مفارق الطرقات وغايات الناس من يفترش الرصيف بملابس أكل عليها الدهر وشرب وأحذية بالية جرها من خزانته لينفع بها أحدهم وينتفع، وقد تستوقف قطعة منها أحد المارة لينظر بها بألفين وخمسة (وبيمشي الحال) وتتذكر أم رامي أيام العيد وهي صغيرة لتقول: كان العيد أجمل أيام حياتي حيث كنا نسكن في دمشق، وكان والدي ووالدتي يذهبان قبل أيام من العيد لتأمين ملابس جديدة لكل أفراد العائلة، والأحذية وغيرها من السكاكر والشوكولا والحلويات وأقراص المعمول أولها ..ولم يكن العيد بغير ذلك، واليوم أخجل أمام أولادي أن أقول: اليوم عيد، فهو كمثل باقي الأيام، وكل عام وأنتم بخير.
هدى سلوم
تصفح المزيد..