نقط اللغة العربية 

الوحدة : 9-4-2024

جاء في الكتب التراثية أن لغتنا العربية في بداياتها كانت تُكتَب دون نقط أو شكل، وكان العرب يقرؤون الكلام وهم يميزون ما بين الحروف المتشابهة، ويضعون الحركات كل واحدة في موضعها اعتماداً على سليقتهم اللغوية، وإدراكهم لسياق الكلام، وبدخول ألسنة غير عربية في الإسلام لا تملك هذه السليقة اللغوية، قام أبو الأسود الدؤلي بوضع نظام لهذا الأمر، إذ كان يقول لكاتبه: إذا وجدتني أضم شفتيّ بالحرف، ضع نقطة إلى جواره، وإذا وجدتني أفتح شفتيّ بالحرف، ضع نقطة أعلاه، وإذا وجدتني أكسر شفتيّ بالحرف، فضع نقطة أسفله، وسمّي هذا النقط نقط الإعراب، إذ إنه يبيّن حركات أواخر الكلمات، وفي الفترة الزمنية نفسها، جاء عالِم، وهو نصر بن عاصم، وهو الذي وضع النقاط فوق الحروف، تلك النقاط التي تميز بين المتشابهات منها، إذ وضع تحت الباء نقطة، وفوق التاء نقطتين، وفوق الثاء ثلاث نقاط، وكل ذلك ضمن نظام متناسق ومدروس، ثم صار هناك نوع من اللبس بين النقطين، نقط الإعراب الذي وضعه أبو الأسود، ونقط الإعجام الذي وضعه نصر بن عاصم، فصار نقط الإعراب يكتَب باللون الأحمر وحين رأى الخليل بن أحمد الفراهيدي هذا اللبس استبدل بنقط الإعراب الضمة والكسرة والفتحة والسكون، ووضع أيضاً رأس الهمزة وحرف المد والشدة.

د.رفيف هلال

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار