الوحدة: ٦-٤-٢٠٢٤
تحت شعار (نلتقي لنرتقِ بالعلم والعمل) أقام فرع الجمعية العلمية التاريخية في اللاذقية بالتعاون مع فرع نقابة المعلمين محاضرة ثقافية بعنوان (سورية بين الواقع والتاريخ)، قدمها الباحث في التاريخ القديم الأستاذ أيمن كفر قطاري، حيث طرح في بداية حديثه سؤالاً شكل محور حديثه: الكيان الصهيوني دولة أم مشروع؟ بداية جاء على أن مؤسس الكيان الصهيوني استند على مسوغات تاريخية، ومن تلك المسوغات النصوص التوراتية فقال: كان قيام الكيان الصهيوني مستنداً في البداية والنهاية على نصوص كتبها اليهود بأيدي عدد من حاخاماتهم على مراحل مختلفة فكان النص العبري هو المبرر لسرقة الأرض والشاهد في آن واحد، وحيث أن التاريخ المدون لم يذكر أي شيء عن دولة يهوذا المزعومة وعجز المنقبون عن إيجاد أي أثر حقيقي يثبت وجود دولة عبرية تطابق ما جاء في النص التوراتي نجد المستشرقين يجهدون أنفسهم من أجل لوي النصوص الأثرية لربطها بشكل أو بآخر بما يوافق التاريخ، ونوه الأستاذ أيمن على أن النص التوراتي هو اقتباس وسرقة أدبية من نصوص أوغاريتية وأخرى بابلية.
وبعد استعراضه لمسرح الأحداث كما أتى عليه النص العبري جاء على قوله: اللغة العبرية أصلاً مكونة من 22 حرفاً وتشبه بذلك لغات المناطق الشرقية وكذلك الأرامية والسريانية الأوردو وغيرهم من شعوب شمال إيران وأفغانستان، في حين نجد أن التركيب اللغوي في المنطقة العربية مكون من 28 حرفاً، وهذا ما نجده في لسان أوغاريت وماري وتدمر وسبأ والحضارات العربية القديمة.
الأستاذ أيمن في سياق حديثه فرّق بين اللغة الفصحى ومفهوم العروبة فقال: العروبة حالة رفائية تضم جميع الشعوب الناطقة بلسان مكون من 28 حرفاً وتعيش على امتداد الأرض العربية، بينما الفصحى هي لسان قوم عاشوا وانقرضوا في مكان ما جنوب سورية الطبيعية ولكن تم تخليد لسانهم بسبب القرآن الكريم، فمن المؤكد أن أهل اليمن والعراق وجنوب جزيرة العرب وشمال سورية لم يتحدثوا الفصحى قبل القرآن، والشاهد هو النقوش المتبقية مثل النمارة وتل رفعت وأوغاريت وغيرها، كلها كانت بلهجات محلية ونحتاج لجهد كي ننقلها للفصحى، ولكن من المؤكد أن تلك اللهجات لا تحتاج لجامعة قوية لنثبت أنها من جذر واحد. أصل واحد من الخطأ اختزال فكرة العروبة باللغة الفصحى، فالعروبة حالة أشمل من الفصحى وهي حالة قديمة لم تدخل إلى البلاد العربية بدخول الإسلام وإنما سبقته بأمد.
هدى سلوم
تصفح المزيد..