العدد: 9372
24-6-2019
لعل أسوأ ما في بطولات الدوري والكأس هو احتكار ألقابها من قبل ناد واحد أو اثنين على مدى سنوات طويلة لأن هذا النادي أو ذاك يتمتع بمزايا إدارية وفنية ومالية غير متاحة لباقي الأندية، ومثل هذا الاحتكار يفقد الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً نكهتها وجماهيريتها لأنها تبقي الأندية الأخرى على الهامش تتفرج في كل عام على احتفالات البطولة من قبل النادي الذي يحتكرها، لكن ما يحدث الآن في الكرة العالمية يثبت أن الأندية المتواضعة قادرة بتصميمها وشجاعتها وروحها القتالية ودعم جماهيرها على أن تقارع الكبار وتلحق بهم الهزائم، وخير مثال على ذلك خروج أندية عريقة مثل برشلونة والبايرن واليوفي وسان جيرمان من البطولات الأوروبية على يد أندية أقل منها بكثير، وكذلك الحال محلياً فقد استطاعت أندية مجتهدة أن تخرج الجيش والوحدة والاتحاد من مسابقة الكأس لتثبت أن المستحيل ممكن بالعزيمة والإرادة، ليتأهل لأول مرة في تاريخ الكرة السورية فريقان من محافظتي حمص وحماة، ويقولون أن كرة القدم مجنونة لكنها في الواقع فاتنة تستجيب لمن يعرف كيف يغازلها، وهي عاقلة لأنها تنحاز إلى جانب الكفاح والجهد والمثابرة على حساب الاستعلاء والاستقواء والاستكبار، وتبقى الغصة في أوضاع نادي تشرين الذي يدفع في كل موسم ثمن صراع الأقطاب المتناحرة في النادي بحيث تكون مبارياته أشبه بساحة لتصفية الحسابات يضيع من خلالها جهد موسم كامل فيهدي بطولة الدوري والكأس لغيره، وكانت عروضه في مبارياته الأخيرة لا تتناسب مع سمعته وإمكاناته وصورته أمام جمهوره الكبير الذي اعتاد مرغماً تجرع المرارة، وبات مطلبه الأساسي وجود إدارة قوية تستطيع الإمساك بزمام الأمور وإبعاد الحويصة عن الفريق وتكريس مبدأ الاحتراف الحقيقي والاستقرار الإداري والفني وتغيير العقلية السائدة منذ سنوات وتعيين جهاز فني جديد يكون هو المسؤول عن وضع الهيكلية القادمة للفريق والبدء المبكر بعملية استقطاب اللاعبين..
ختاماً نتمنى أن يحمل الموسم المقبل بطولة لأحد أندية المحافظة لأنها قادرة على مزاحمة الكبار وعليها منذ الآن أن ترفع شعار: وداعاً لاحتكار الدوري والكأس.
المهندس سـامر زيــن