الأم… عطاء بلا حدود

الوحدة 23-3-2024

على مدى نور من تواريخ مضت.. وقرون أرخت جدائلها فوق قيم الحياة.. مازالت كينونتها تتربع بساط الكد وتثور على ذاتها متحملة عبء كل قوانين الكون.. هي الأم التي كان صلصالها بصفاتٍ مقدسة. ليس هناك ما يفي الأم عظمتها وحنانها مهما علت الكلمات بوصفها..
السيدة انتصار محمود في الستين من العمر أم لعدة أولاد لم تلدهم من رحمها بل ربتهم وأرضعتهم من إنسانيتها وروحها.
لا يمكننا تكريمها بعدة سطور ولكن سنسمع ونستمتع ونتعلم من قصتها بابتسامة وفرحة تغمر وجهها قالت: تزوجت رجلاً له عدة أطفال بعد وفاة أمهم، حينها تعهدت لنفسي أن أعاملهم كأبنائي وتأملت أن أرزق بأطفال ولم يتحقق حلمي وكأنها حكمة روحانية ورحمة لهم، تابعت معهم العيش وتساعدت مع زوجي العمل في الأرض وشجعته على الزراعة المحمية ( بيوت بلاستيكية) وكلما احتجت مالاً أبيع قطعة ذهب وهكذا حتى أصبح لدينا مشروعنا الكبير، واشترينا بقرةً تلو الأخرى وأصبحنا نملك مزرعة كبيرة ننتج ونبيع ونأكل ونطعم الجيران، من الأرزاق تعلم الأولاد وتخرجوا من الجامعة وتم تأمين منازل لهم وتزوجوا والبعض رزق بأولاد وأصبحت أنا الأم والجدة المدللة، وبعدها فقدت والدهم وبقينا على نمط الحياة نفسها لسنوات، كل واحد بمنزله وأنا مازلت المستشارة والكلمة لي واعتبرت هذا تكريماً من الله لأعمالي، والآن أقوم بالاهتمام وتربية أولاد أختي بمنزلي بعد وفاتها، وأتمنى أن أوفق بتربيتهم وإيصالهم إلى بر الأمان والاستقرار.
سؤال توجهنا به للأم العظيمة:
ما هي المشكلات التي صادفتك في مسيرتك؟
أجابت جل ما كان يزعجني هو التدخل من قبل الأطراف والمقربين من الأولاد وكنت أصبر وأتحمل وأبحث عن حلول لأحافظ على ما أسسته مع الأولاد، كرهت جداً سماع جملة (الخالة لن تصبح أماً أبداً ) علماً لم ينادوني يوماً خالة، وما ندمت يوماً على تضحيتي معهم وفرحتي لا توصف بكل نجاح لهم.
وفي النهاية أحب أن أقول كلمة: ليست الأم من تلد، بل التي تتعب وتهتم وتسهر على صحة ومستقبل الأولاد وكم من أولاد فشلوا بحياتهم وهم يعيشون مع أم وأب؟!.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار