عذراً منكم..

الوحدة:21-3-2024

قديماً قالوا: قم للمعلم وفه التبجيلا..كاد المعلم أن يكون رسولا… هل له في هذا الزمان منا هذا المقام؟ ونحن لا نرمي بهذه التهمة جزافاً على الجميع فهناك أصحاب ضمير ومازال العلم عندهم رسالة. لكن اليوم تزايد عدد من أصبحوا تجاراً وأصحاب محلات ومراكز تعليمية بل تجارية بالتأكيد يتابعون نشرات بورصة الأسعار وصرف الدولار وزيادة المعاشات ورواتب الموظفين لينهشوها عن سابق ترصد وإصرار بحجة المعيشة وهدر وقتهم في تعب وإرهاق، وأهالي الطلاب، وبعد حساب طال منهم كل الراتب الشهري وزاد المصاب بحصولهم على قروض لزوم الدروس الخصوصية لابنهم، فليس ابن الجيران أحسن منه ، كما أنه في المدرسة لا يفهم من الأستاذ كما يدعي ويقول..
تيم صف تاسع، أشار بأنه متغيب عن المدرسة منذ بداية الفصل الثاني حيث معظم أساتذته يتغيبون ولديه مدرسون خصوصيون قد رفعوا سقف أجورهم هذا الشهر لأضعاف، فالعلوم زاد 50 ألفاً والرياضيات كذلك وغيرهم قد ترفع ورضي ب30 ألفاً أو 40 عندما زاد راتب والدته التي بادرت بالسؤال : لماذا في نهاية الدروس والمنهاج وقد كنا اتفقنا معهم منذ بداية العام على الأجور؟ ألا يكفيهم ما يأخذون، راتبي كله أصرفه على الدروس الخصوصية؟
حسان في الصف الثامن أشار بأنه في المدرسة لا ينال الشرح الكافي من أساتذته وبعضهم يتغيب كثيراً ليأتي أحدهم مثل أستاذ الفيزياء ويقول هذه المسألة وهذه ..وهذه لا يسمح الوقت لحلها وجميعكم تأخذون الدروس الخصوصية فلا داع لحلها، وعادة ما يكون الأمر على هذه الحال عند باقي المدرسين، وأمي تقول لي بمجرد وصولي للبيت : اذهب إلى درس الفيزياء لقد اتصل بي، و بعده لدرس الاجتماعيات ثم الرياضيات وهكذا حتى نهاية اليوم حيث أجد نفسي متعباً لأغط بالنوم وإلى جانبي الموبايل.
جنى طالبة بكالوريا تضحك وتقول : طلاب وأساتذة البكالوريا في المدارس غير متواجدين وجميعهم في الدروس الخصوصية، بمجموعات تتضمن أكثر من عشرة طلاب كالصفوف المدرسية، لكن الأجواء تختلف والتكاليف قد ارتفعت وحلقت ، وأمي تبدأ بالتحدث عن أساتذتها الطيبين على أيامها، لقد بدأت بالدروس الخصوصية للبكالوريا منذ بداية صف الحادي عشر العام الماضي كي أحفظ المنهاج وأحصل على معدل عال أحقق حلمي وحلم والدتي في التحضيرية كما أولاد أعمامي ولو كلفها كل حيلتها كما تقول أمي. وتؤيدها القول زميلتها حلا بما جاءت عليه وتضيف: بأن هذا الشهر كبيس على والديها فقد شهقا عندما أخبرتهما بزيادة أجور المدرسين ليزفرا بأنهما بالنفس الأخير وغير قادرين على الاقتراض والراتبان عاجزان عن التسديد برمية هدف خاصة أن الجسم بات ضعيفاً، فمن أين المال؟ ومع هذه الحال تبدأ الصولات والجولات بالأفكار ليأتيان بالحلول بدق أبواب الدين ولو كان رده يكلفهما بأضعاف فهما ينشدان مني أن أكون طبيبتهما، وهما يستحقان مني ذلك، ولن أخيب لهما هذا الحلم والذي كلفهما إلى اليوم الملايين ولم ينته العد بعد.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار