الوحدة:8-2-2024
ما قدمه منتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم من أداء جيد في كأس الأمم الآسيوية التي مازالت مقامة حالياً في قطر، وكلله بتأهله لأول مرة في التاريخ إلى الدور الثاني من هذه المسابقة لا يمكن إنكاره والتقليل من شأنه رغم أنه كان بالإمكان أفضل مما كان لولا سوء الحظ مع قلة الخبرة والانسجام كون معظم لاعبيه من المحترفين الجدد، ولم يلعبوا مع بعضهم سوى لفترة قصيرة كفريق قبل البطولة الآسيوية.
بعد خروج المنتخب من الدور 16 من كأس آسيا بركلات الحظ أمام إيران، معظم الجمهور الرياضي في بلدنا اعتبر أن هذا الخروج مشرّف وهذه هي الحقيقة بالفعل، لكن هناك من غالى بما حققه المنتخب وذهب إلى حدود أن يعتبره إنجازاً كبيراً بل أنهم أصروا على استقبال بعثة المنتخب استقبال الفاتحين وتكريمها بطريقة لا يمكن وصفها بأنها تكريم للاعبين والكوادر الفنية بل إعلاء شأن بعض القائمين على المنتخب وبعض المتنفعين الذين أرادوا تضخيم ما قاموا به إعلامياَ ليظهروا بمظهر الأبطال، وهذا ما أثار حفيظة جميع من يفكر بمنطق وواقعية، بمعنى أن ما حققه المنتخب جيداً مبدئياً لكن لا يمكن وصفه بالإنجاز الكبير الذي يستحق التكريم والتهويل الإعلامي الذي حصل، وقد يؤدي هذا إلى نتائج سلبية في المستقبل القريب عطفاً على ما حدث بعد تصفيات كأس العالم 2018.
من جهة أخرى، وبعد وصول بعض المنتخبات العربية إلى أدوار متقدمة بنفس المسابقة، خرج علينا من يسخر مما قدمه منتخبنا مقارنة بتلك المنتخبات وتناسوا أنه كان هناك الكثير من الظروف التي لم تساعد منتخبنا قبل البطولة وأثناءها، من فترة إعداد قصيرة للمنتخب مع محترفيه الجدد مما أخر الانسجام بينهم مع الوقوع بمجموعة صعبة ثم سوء الحظ أمام إيران.
خلاصة القول، إن منتخبنا بحلته الجديدة بلاعبيه المحترفين وكادره الفني يمكن البناء عليه في المستقبل إن تم الاهتمام به ودعمه وتطعيمه ببعض اللاعبين في بعض المراكز وخاصة في الهجوم مع تلافي بعض السلبيات الفنية والإدارية بعيداً عن المغالاة وضجة الإعلاميين سلباً أو إيجاباً.
مهند حسن